صبرا أم هاشم..

غيرت الحرب مجرى صعودنا على أكثر من سلم أنكأها السلم الذي ظل الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري يصعده بأطفال وكهول وشباب صلوا خلفه الجمعة في مسجد بدر. لف المنتحرون موادهم المتفجرة تحت أغلفتهم الآدمية المحقونة بالفتوى فكانوا هم الأسرع وصولا إلى المرتضى ومن رصوا أرواحهم للصلاة خلفه في الجمعة الأخيرة حيث ارتقى المرتضى بأتباعه سلما للسماء عوضا عن السلم الذي ظل يصعده بهم إلى سفرة طعام تعدها زوجته السيدة ” أم هاشم ” بعناية فائقةوحسن تدبير.
طالما آمنت بتناسخ الأرواح كفكرة للخلود وهي فكرة آمن بها ” الزنيون والدروز ” من قبل لكن الخلود الفعلي هو الذي آمنت به أم هاشم حين لم يعد أحد دون زوجها الشهيد المرتضى قادرا على مد روحه الزكية سلما للبدريين إلى الفردوس الأعلى وهو الإيمان الذي كلفها سلما آخر للخلود هو غير السلم الذي كان يؤدي إلى سفرة طعامها.
لن يجف طعامك يا سيدتي خصوصا تلك ” السلته ” التي لم أذق مثلها في البلاد فأنت روح العظمة التي ستجفف دموع البدريات
اللواتي تأرملن وتيتمن وفقدن أطفالهن في آن وأحد¿ .. هذا بالتأكيد فوق احتمال البشر لكنك الملاك الذي عهدته يجفف دموعا و يداوي جراحا لا يراها العالم.
اليمن كلها تذرف الدموع و الدماء ومزيد من الأحقاد تولد من أمشاجنا الطائفية التي لا تسمع ولا ترى هي أحقاد تمزق نسيجنا العابر للطوائف والأديانحيال ذلك تتآكل روحي التي مدت شراعها الإنساني من المكان الذي جرت عليه أبشع جريمة طائفية عصفت باليمن .. وجعي هنا وفي بدر أرواح تصليأمامنا صنعاء بلا واحة وعدن من خلفنا سراب .. ما بال روحك يا أم هاشم.
عذرا سيدتي فطالما قصرت معكم .. الحياة كلها أهملتني شأن كل من عاشوا فرادى على أنك والمرتضى قصة سلام أكتبها
سأكتبها مع حلول السلام وحين يخسر الجميع حربهم..فالسلام وحوار الأديان والتقريب بين المذاهب أفكار آمن بها المرتضى لكن الحروب المتواصلة لم تبده للعالم كما يجب ولم تسعفه في إظهار فارق للعيانبقدر ما أبدت محاربين من أبناء جلدته وآخرين ظل يجالدهم جالدهم بفكر وفلسفة واجتهاد وجالدوه بمكر وغدر ووحشية. هو اليوم يبتسم جوار ربه وهم أرواح معذبة .. فكوني بخير يا سيدتي ليبقى المرتضى باسما.

قد يعجبك ايضا