في الذكرى الرابعة لجمعة الكرامة .. جريمة دون عقاب

عندما تكون القوة وحدها من يقف في طريق الحرية  تكون التضحية واجب  مقدس  ويكون الشهداء الذين يسقطون ثمنا للحرية  مهما كانت المواجهة بين شباب في عمر الزهور كما حدث في جريمة جمعة الكرامة وآلات الموت العمياء مواجهة غير متكافئة حيث استهدفت حرمة الدم اليمني في جريمة تعد واحدة من جرائم الهلوكوست التي مارسها اطراف النظام الحاكم بدم بارد.
ذكرى جريمة جمعة الكرامة من كل عام بقدر ما تمثله كفصل من فصول نضال اليمنيين في ثورة سلمية شهد لها العالم ويتذكرها اليمنيون واليمنيات ويترحمون على شهدائها هي أيضا جريمة لا تزال دون عقاب فمن ارتكبوها لم يصلوا بعد إلى يد العدالة وهذا ما عمق حزن اليمنيين وادمى ولا تزال  قلوب الآباء والأمهات من سقط  أبناؤهم وهم يخطون ملامح اليمن الجديد الذي تصان فيه حقوق وكرامة كل أبنائه تلك الكوكبة من الشباب الذين لم يكن يدور بخلدهم أن هناك من لايزال متعطشا للدماء ومنظر الضحايا الذين يسقطون وصيحات الأمهات الثكالى لذلك كانوا كرماء وهم يشعلون جذوة الثورة الشبابية السلمية كرماء أيضا وهم يقدمون أرواحهم من أجل الحرية والتغيير بعزيمة لا تلين وإصرار عنيد على الموت وتجاوز العوائق التي تعترض طريق الثورة بما فيها ادوات القوة وخيارات العنف وغطرسة من يمارسها ومن يمتلك في ذلك الوقت القوة والقدرة على تنفيذ تلك الجريمة البشعة ومن استفاد منها  وجيرها لصالحه.
  ونقولها بكل اسف وبكل فقد لمن سقطوا في معركة طرفي النظام السياسي القائم في مواجهة الشعب اليمني الذي يطمح للتغيير السلمي وكان لهم ما أرادوا حين حولوا مهرجان القتل في جمعة الكرامة الى التفاف على ثورة الشعب النقية والنظيفة اما من أرادوا ولو بإراقة الدم اليمني ضرب الثورة من الأساس أو بتحويلها إلى مولود مشوه فمن قدموا ارواحهم لم يشاركوا في هذا الإثم وسقطوا في صراع ادوات النظام والتي كانت للأسف جزءا من النظام الذي ثار الشعب عليه.

في جمعة الكرامة كان طرفا النظام السياسي القائم يقبضون على الزناد ويستهدفون  شبابا في عمر الزهور طرف  كان يقف جوار الجاني وطرف اخر جوار الضحية والهدف للطرفين هو استثمار الدم اليمني المراق وفي ذلك اليوم الدامي صور القتلة انفسهم انهم ملائكة  قادمون من السماء وفي زحمة الاستثمار الرخيص لدماء اليمنيين بين الطرفين غاب حق الضحايا  في دهاليز القضاء الضعيف وغير المستقل والمكبل بسيطرة القوى التقليدية النافذة واستطاع  القتلة ومن يقف معهم  طمس ملامح الجريمة  عندما حصلوا على حصانة تعتبر سابقة في التاريخ حيث شملت الحصانة صالح ومن عمل معه وللأسف من اعتمد تلك الحصانة سيئة السمعة قوى الثورة نفسها وهي تعاني من شبق الوصول الى السلطة ولو على حساب الضحايا من الشهداء والجرحى والمخفيين.
 إن ذكرى جريمة جمعة الكرامة بمثابة نداء للضمير والحق والعدل لإنصاف الضحايا وأسرهم فالثورات التي تتناسى رجالها الذين سقطوا  ولا تعوض اسرهم ولا تعمل على ملاحقة الجناة ومن ارتكبوا تلك الجريمة وغيرها من الجرائم في ميدان السبعين وجريمة جامع النهدين وجريمة مستشفى العرضي وغيرها من الجرائم  هي ثورة لكنها تأكل أبناءها من اجل حماية قلة انتهازية  سرقت الثورة  وحولتها الى ازمة وصفقات الوصول للسلطة ولو بالدوس على انات الضحايا وذويهم .
فلقد كان تفاعل  حكومة الوفاق فيما يتعلق بملف شهداء وجرحى الثورة الشبابية السلمية  ليس في المستوى المطلوب والذي يتناسب مع  التضحيات  التي قدمها الشباب في مختلف ساحات الحرية والتغيير وفي أوقات كثيرة مارس الوزير الثائر أشد أنواع الاذلال ضد رفاق النضال في الثورة  وهنا يصدق جيفارا عندما قال ان الثورة يحكمها الجبناء وأضيف: والانتهازيون أيضا.
وهم عادة من حولوا الجراح الى كنوز للاستثمار ودماء الضحايا الى حضور وسيطرة حتى على مخصصات الشهداء والجرحى  لصالح احزاب ومقربين لدرجة ان قضايا جرحى الثورة الشبابية وصلت الى القضاء وصدرت فيها احكام قضائية لم تعمل حكومة الوفاق للأسف على تنفيذها وتركت شباب الثورة وذويهم يلعقون جراحهم ويتحملون تكاليف علاجهم أما مكاسب الثورة فذهبت لصالح أشخاص في جماعات للصوص الثورة.
واليوم ونحن نتذكر تلك الوحشية وذلك النهم اللامحدود للقتل في جريمة جمعة الكرامة نقول للقتلة ومن عملوا على طمس معالم تلك الجريمة الجسيمة هل تنامون وضمائركم  مرتاحة وهل لا تزال صور الشهداء الذين سقطوا تراود احلامكم مطالبة بالعدل الذي حميتم انفسكم منه جيدا ولرجال القانون والقضاء أقول إن  عدالتكم ستظل منقوصة طالما لا يزال الجناة في جمعة الكرامة أحياء يرزقون  ولمن تعجل الوصول الى السلطة وأخذ تركة الرجل المريض وعلى حساب الضحايا من شباب الثورة السلمية هل استطعتم حماية السلطة التي كانت بالنسبة لكم

قد يعجبك ايضا