تجهيز العقل العربي!!
أحمد الشاوش
إن العقل العربي قديمة وحديثة كان وما يزال عقلا عملاقا في نظر الدول المنصفة بما قدمه في عالم العلوم والمعرفة عالم الابتكار والاختراع فالعالم العربي يوجد به نخبة من المخترعين والمفكرين والمبدعين في شتى مجالات الحياة ويدل على وجود العقل العربي وعبقريته الفذة كثير من الحقائق والأدلة التي لا يطعن في صحتها إلا جاحد أو حاقد كالطب والفلسفة والجغرافيا والكيمياء والاجتماع والعلوم الطبية وقد برع في هذا المجال القديم عدد عباقرة الماضي نذروا أنفسهم لخدمة البشرية كالخوارزمي وابن سيناء وابن الرشيد وابن الهيثم وابن خلدون أما في هذا العصر الحديث عصر الذرة والعلوم التكنولوجية الذي نفذ من أقطار السماوات والأرض وغاص في أعماق البحار والأرضين نلاحظ أن العقول العربية الفذة محبطة في كافة المجالات من قبل أوطاننا العربية رغم عطائها الزاخر وإسهاماتها الكبيرة حيث لم تستفد منها القيادات العربية وتسخر لها كافة الإمكانيات المتوفرة التي يحتاجها في كل مجال اختصاصه حتى ينهض هؤلاء المفكرون والمبدعون بأوطاننا العربية العلياء فالمستقبل هو مستقبل الأدمغة العربية للوصول إلى تحقيق أهدافها وغايتها ليس مستقبل النفط وحدة أو الأرصدة المكدسة والمجمدة في بنوك الغرب والتي سرعان ما تأكلها الأزمات المالية الوهمية أو السيارات الفخمة التي تقذفها إلى بلادنا العربية دول الغرب والشرق وليس مستقبل الكماليات التي جعلتنا نترنح وننزوي في الغرف المغلقة لضياع الوقت وإنما هو مستقبل الإنسان وملكاته الفكرية للأسف أن دول الغرب وفي مقدمتها العدو الصهيوني يترصدون للعقول العربية في كل مكان وزمان وحيثما وجد يحاولون إغراء العلماء العرب بجميع وسائلهم الماكرة من مادية ومعنوية عن طريق المال أو التهديد والاغتيال بواسطة بعض الشركات والنوادي المشبوهة والعملاء وغيرها من وسائل الإرهاب وبهذا تستغل العقول العربية وتجنس وتستخدم ابتكاراتها ودراستها لبناء نهضة العالم الغربي ومحاربة أوطاننا العربية بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة وفي المقابل هذا يستقدم الوطن العربي والعالم الإسلامي بعض الخبراء من دول الغرب والشرق والجنوب والشمال عن طريق برامج القروض والمساعدات الممنوحة لأي مجال من مجالات التنمية أو التدريب التي في بعض الأحيان ظاهرها الرحمة وباطنها هو الابتزاز لثرواتنا وخيراتنا والتجسس على عوراتنا إضافة إلى الترفه بأحداث موديلات السيارات والحصول على مرتبات قد تفوق مرتب رئيس دولة لهدم ما تبقى من العقول العربية نتيجة معاناتها وشعورها بالنقص وما تلاقيه من معاملة غير لائقة في وطنها خصوصا عند البحث عن وظيفة يقتات منها ويستعين بها على تجارته.
فما إن نسمع أو نقرأ في الفضائيات أو وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة أو في المحافل الدولية الحديث من أن أحد العلماء العرب أو اليمنيين قد برع في إحدى المجالات العلمية نلاحظ بعد فترة وجيزة أنه سافر وشد الرحال إلى الغرب أو استقطبته بعض دول الخليج «كثمرة جاهزة» كلفت الدولة ملايين الدولارات منذ أن التحق بمدارسها في الصفوف الأولى وحتى حصوله على منحة للدراسة في الخارج بعد أن ذاق مرارة الانتقال من وزارة إلى أخرى بحثا عن عمل والمشاهد المأساوية كثيرة بعد أن ذاق الغالبية العظمى منهم العلقم في وطنه في محاولة لتأمين لقمة العيش وتحقيق ذاته ورغباته العلمية وأحيانا تم اغتياله والبعض الآخر تجنس وما يزال مرتبطا بوطنه رغم المعاناة والغربة وآخرون تركوا ولاءهم لوطنهم لعدم احتضانهم وتهميشهم.
وهكذا تتبخر وتتطاير هذه الأدمغة النيرة وتترك أوطانهم مهاجرة إلى أوطان تكن لها الحقد وتضمر لكل ما هو عربي اللسان والدماغ العداء.
فمتى ستقدر قيادات الوطن العربي أصحاب العقول المبدعة الفذة التي ستسهم في البناء والتطوير وتمضي بها إلى الأمام¿ ومتى ستولي هذه الأدمغة الاهتمام البالغ لتحقيق رغباتها العلمية وضمان حياتها المعيشية حتى لو تطلب الأمر نصف ما يتقاضاه الأجنبي¿ حتى تعود الصقور الجريحة إلى أوكارها لبناء العالم العربي والإسلامي وطن الغد.. أما آن الأوان.