صناعة المصائب

احمد ناصر حميدان

مقالة


 - 
في هذا الوطن الموصوف بالسعيد والإيمان والحكمة خذلوه في المرحلة الراهنة نشط فيه صناع المصائب جعلوا حياتنا كلها مصائب وكأننا خلقنا  وخلقت معنا مصائبنا  جعلوها ملازمة
احمد ناصر حميدان –

مقالة

في هذا الوطن الموصوف بالسعيد والإيمان والحكمة خذلوه في المرحلة الراهنة نشط فيه صناع المصائب جعلوا حياتنا كلها مصائب وكأننا خلقنا  وخلقت معنا مصائبنا جعلوها ملازمة لنا وكأنها عنصر هام من عناصر الوجود . وكأنها خاضعة لقانون النشء والارتقاء في فكرنا وثقافتنا . تبدأ بسيطة ساذجة ثم تعظم وتهول  . وتقرأ التاريخ فتراه سلسلة مصائب وسلسلة حروب نصرتها مصائب وهزيمتها مصائب تجارب مرت في حياتنا وعبر لكننا لم نعتبر ولم نستوعب ان الحروب هي اكبر المصائب التي تصيب الأمة والوطن.
مصائب بعضنا عند بعضنا فوائد وهذه اكبر مصيبة نواجهها الفشل يحسبه الآخر لنفسه نجاحا وكل يتمنى الفشل لغيره والنجاح له وحده والكل يعلم ان النجاح لا يتحقق بغير شراكة وتوافق وتعاظم وتآزر لكننا نعيق بعضنا البعض فنعيق أنفسنا وما دمنا كذلك فالنجاح بعيد عنا لأننا بعيدون عن بعض خصوم لبعض فتحولنا إلى خصوم لوطن يجمعنا .
هل توجد مصيبة اكبر من مصيبتنا وفينا داء رمي أخطائنا على الآخرين بكل سهولة ما دام هناك إعلام يستخدم لتأجيج المشكلات وصناعة المصائب وقذف وشتم الآخر دون مراعاة لهموم وطن ومواطن ومستقبل امة وطموح شعب .
تلك الآهات والأنات التي تنفثها أرواح الجماهير المجروحة والمقهورة ولكنها طموحة  والتي ترى صراعكم يدمر وطنها ترى بأم أعينها ثورتها المباركة تجهض وربيعها يتحول لخريف تشاهد أوراقا ناضجة خضراء تتساقط من أغصانها ودماء تروي أرضها الطيبة فتدنسوها إنها مصاب الزعامات والحقد الدفين وآثار الماضي اللعين ومن يتشبثون به من لا يريدون تجاوز ماضيهم العفن الخائفون والمرعوبون من المستقبل الطاهر من العدل والحرية والمساواة والحق إنها زعامات خذلتنا وأفشلتنا ونهبتنا وسلبتنا  كل شيء في الجنوب والشمال في كل اليمن وماذا تريد أكثر من ذلك¿ لماذا لا تتوارى لتترك فرصة لشعب يريد ان يستعيد كرامته وعزته وشرفة يريد ان يعيد وطنه لمجده ويرفع راياته خفاقة في فضاء عصر التطور والنهوض¿ وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله  .

قد يعجبك ايضا