أساليب التفكير
د/غيلان الشرجبي
أثناء قيامي بتدريس (سيكولوجية التفكير(psychology of thinking) كأحد فروع علم النفس المعاصر لاحظت أن أساليب التفكير المنهجي لا تنطبق علينا وكأننا صنف آخر من البشر وبدون مقدمات دعونا نستعرض ذلك للمقارنه فقط .. وهي:
(1) التفكير التحليلي : ranalyses thinkig
ويقصد به تحويل المادة الى عناصرها والكل الى جزئياته بالبحث عن بيانات ومفردات وحيثيات الموضوع الذي نريد دراسته مثال ذلك معرفة وقائع التاريخ وأحداثه للخروج بتصور عن نقاط الضعف لتجنبها ومعرفة الايجابيات للأخذ بها .. فالتاريخ عظات وعبر ولاحظوا معي كيف أننا لا نأخذ من تاريخنا سوى ما يثير العصبيات ويحرض على الفتنة واعتساف الأحداث لتطويعها لهذه الميول العدوانية وما يحدث اليوم وعبر مراحل التاريخ هو استنساخ لـ (داحس والغبراءالأوس والخزرج عبس وذبيان) بل إننا نسيء لتاريخ الصحابة وهم المثل الأعلى بتحميلهم وزر نعراتنا العصبية لندير حروبا طاحنة يقتل فيها الأخ أخاه, كأنه ينتقم لسيدي شباب أهل الجنة من (يزيد بن معاوية) أو العكس وكأن القرآن لا يخاطب الجميع بقوله ” تلك أمة قد خلت .. “وأنهم اختلفوا لنستفيد من مصدر الخلاف بالقبول بحاكمية البيعة ومشروعية الخلافة لإدارة الدولة بهذه الآلية التوافقية . وقس على ذلك سقوط الأندلس والغزوات الاستعمارية التي ظلت تستغل الخلافات لاختراق ثغور هذه ألأمة وتدميرها.
(2) التفكير التركيبيsyntheses thinking وهو عكس الأسلوب الأول, وذلك بالانتقال من الجزئيات إلى الكليات وينطبق على النظريات.
الفلسفية والقوانين العلمية التي غالبا ما يتوصل إليها روادها عبر تأملات تنبثق عنها رؤية كلية لتشخيص الظاهرة المثيرة للانتباهفقد (اكتشف نيوتن الجاذبية) بما يمكن أن يسمى (الصدفة العلمية) أي أنه كان مضطجعا تحت الشجرة في حالة تأمل والأمر كذلك لـ(ارخميدس وقانون الطفو) الذي اكتشفه أثناء الاستحمام في حوض لاحظ أن الماء ينزاح منه كلما غطس فيه.
وطبعا العقلية العربية لها باع طويل في التنظير لكنه تنظير تغلب عليه (الأنانية) فكل الأحزاب والقوى السياسية تطنب في الأحاديث الوحدوية والخيارات الديمقراطية والشعارات الفضفاضة إلا أنها في محك الاختبار تتحول إلى الضد لتنقلب على تلك القيم المجردة
إن لم تفصل وفقا لمقاساتها:( وللموضوع بقية).