المقالة العاشرة في علم الفلك لأبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني

عرض :زيد الفقيه


عرض :زيد الفقيه –
بفضل من الله تعالى تهيأ لي الاطلاع على هذا الكتاب بعون من أخي الدكتور مقبل التام الاحمدي ـ معد هذا الكتاب للنشر ـ الذي منحني نسخة منه ورغم أن الكتاب لم يكن في مجال اختصاصي ولا من الكتب التي تستهويني قراءتها إلا أن فضول القراءة دفعني إلى الاطلاع على خفايا هذا العلم الذي قل من يستغور أسراره .
حين بدأت قراءة مهاده الذي كتبه الدكتور مقبل شدني الحرف الأنيق واللغة الباذخة الفصاحة التي منها قوله ” أما عملي في هذه المخطوطة اليتيمة المصورة عن أصل بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء فإنه لما لم يكن لي يد في علم الفلك والنجوم .لا يجاوز قراءة النصö ورسمه واستنطاقه ومحاولته عما أسر مؤلفه فيه عله يخرج منú بعد في حلة قريبة من الأصل الذي وضعه مؤلöفه ثم فهرسة ما حصöل فيه من (آيات قرآنية) و(أسماء) و(بلدان) و(كتب) و(مفردات وتراكيب) وأحسب أن الفهرسين الأخيرين فيهما فائدة جليلة لتبيان غزارة ما ألف أسلافنا في هذا الفن ولما نقف عليه ولجدة كثير من المصطلحات مما يعين على وضع معجم شامل للفلك والنجوم أو يثري تلك المستلات المتناثرة في أصقاع الوطن “.هذه الفقرة دفعت تلميذ مثلي إلى معرفة ما يحتويه هذا الكتاب وإن لم تتجاوز هذه القراءة صفحات هذا المؤلف إلا أني عرفت أن أبا محمد الحسن بن أحمد الهمداني قد أعúطي من هذا العلم حض وفير إذ يقول ” فمن أجل أن الشمس ألقت شعاعها من التسديس الأيسر إلى أول حد من الثور وهو حد الزهرة وهي الكدúخداة وأقوى ما كان في ميلاد برج جزء الشمس واعتدال حد الزهرة يرد زحل ويكسبه حلا لا عقد فيه فكانت نكبة متحاوزة غير فضيعة ولا متلفة قاتلة” .
هذا الكتاب سبق وأن نشره القاضي محمد بن على الأكوع سنة 1978م كما أشار الدكتور مقبل في مهاد الكتاب وقد وردت بعض الألفاظ فيه لم نفهم معناها مثل كلمة (الهيلاج) التي لم يرد لها معنى في الكتاب الذي بين أيدينا وعند العودة إلى معجم (مختار الصحاح) ـ وهو المتاح بين يدي من المعاجم ـ قال المعجم :
“هـ ل ج ـ (الإهليلج) معرب قال ابن السكيت : هو بكسر اللامين وكذا الوحدة منه . وقال ابن الأعرابي : هو بفتح اللام الثانية . قال: وليس في الكلام إفعيلل بالكسر وفيه إفعيلل بالفتح كإبريسم وإطريفل” وهذا يعني أن المعجم لم يوضح للقارئ الكريم المعنى العربي لكلمة (هلج) . أما الأستاذ مطهر الارياني فقد أوردها في المعجم اليمني بمعناها الشعبي المعروف بضرب أو شتم قال: ” هـ ل ج ـ الهلج : الضرب أو السبö الشديدان يقال : هلج فلان فلانا يهلجه هلجا وهلجة شديدة أي أوسعه ضربا أوشتما” .
جاء الكتاب في ثلاثة وثلاثين بابا كل باب يتحدث عن منزلة من منازل النجوم والأبراج منزلة بالأيام واليالي والجديد في هذا العمل : هو الفهارس التي جاءت في نهايته للآيات القرآنية والأسماء والبلدان والكتب والمفردات والتراكيب . وهذا جهد يستق الثناء خاصة وأنه شمعة في ظلام بلادنا الدامس نتمنى للقائمين على مثل هذه المنجزات العلمية كل التوفيق والنجاح . فإن وفقنا في هذا العرض فالمنة لله وإن لم نوفق فتكفينا المحاولة .

قد يعجبك ايضا