الرباعية الدولية مجددا..!

عباس غالب


 - مضى وقت غيـر قصير على آخـر اجتماع عقـدته اللجنة الرباعية الدولية  للدفع بعملية التسوية السياسية في الشرق الأوسط قدما إلى الأمام..وها هو الحديث يعود مجددا عن تحديد
مضى وقت غيـر قصير على آخـر اجتماع عقـدته اللجنة الرباعية الدولية للدفع بعملية التسوية السياسية في الشرق الأوسط قدما إلى الأمام..وها هو الحديث يعود مجددا عن تحديد أواخر يناير الجاري كموعد لانعقاد اللجنة الرباعية التي تضم بالإضافة إلى الولايات المتحدة كلا من روسيا والاتحاد الأوربي وهيئة الأمم المتحدة وذلك بالنظر الى طبيعة التحول العميق في مجرى الصراع في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
ومن باب تحصيل الحاصل القول بأن انسداد أفق التسوية السياسية في هذه المنطقة يقود إلى اتساع نطاق الحرب الدائرة فيها وتزايد عمليات العنف والإرهاب والتي لم تعد محصورة على جغرافيا محددة في منطقة الشرق الأوسط وإنما تمتد بعنفوانها إلى العواصم الأوروبية وأميركا نفسها..وكلها عوامل تفرض على رعاة التسوية الدوليين ضرورة التئام اجتماعات هذه اللجنة للبحث في إمكانية إعادة إحياء العملية السياسية بين الأطراف المعنية وبما من شأنه إنجاز التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتي باتت -دون شك – العماد الأساس لاستقرار المنطقة والعالم على حد سواء.
إن معاودة الحديث عن تفعيل دور اللجنة الرباعية يكمن في إطار البحث عن مخارج ممكنة ومتاحة للحل والتسوية لم يأت بطبيعة الحال عن رغبة صادقة في الخروج من هذا المأزق وإنما جاء بناء على اعتبارات تتعلق بهشاشة الجدار الأمني الغربي /الأميركي الذي بات عرضة لتهديدات إرهابية حقيقية وبخاصة في الآونة الأخيرة الأمر الذي استدعى مجددا إحياء مثل هذه الدعوات.
والحقيقة فإنه ما لم تكن هناك جدية من الراعي الأميركي تحديدا وتجاوب الدوائر الإسرائيلية في التعاطي الإيجابي مع استحقاقات السلام فإنه سيكون من الصعب فتح ثغرة في جدار التعنت الصهيوني من أجل إقامة السلام الدائم والعادل في منطقة الشرق الأوسط والقائم –بطبيعة الحال – على ضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وأخيرا فإن هذه النظرة التشاؤمية ليست معزولة عن سياسة الانحياز الأميركي الكامل للكيان الصهيونيحيث تبدى ذلك واضحا في موقف إدارة البيت الأبيض مؤخرا في الحيلولة دون حصول الفلسطينيين على الاعتراف داخل مؤسسة الأمم المتحدة بحق رفع الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية والحصول على باقي الحقوق المشروعة والعادلة بل ويتعزز الانحياز الأميركي كذلك في الخضوع لرغبات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة..ومع ذلك لا يزال البعض يعلق آمالا على إمكانية أن يتغير موقف واشنطن وبأن تحرك المجموعة الرباعية المزمع انعقادها المياه الآسنة في مجرى التسوية السياسية في منطقة الشرق الأوسط.. وبالتالي الوصول إلى عالم جديد يسوده الأمن والاستقرار والعدل..!

قد يعجبك ايضا