لن ألعب الغميضة ..

بلقيس الكبسي

بحثت عنك في كل محيطي فلم أجدك .. تأملتك في الوجوه المتشحة بالوسامة فلم تكن تسكن أيا منها .. فتشت عنك في القلوب اللينة فلم أجدك بين حناياها .. يا ترى أين تختبئ روحك عني ..¿ هل تلاعبني الغميضة لأضل أبحث عنك ..¿ ماذا لو سألتني دموع مآقي عنك ..¿ بماذا أجيبها.. وهذا الفقد العظيم الذي يتشح قلبي بماذا أرد عليه..¿ وحنيني وأنيني وآهاتي ماذا عن أوجاعهم ..¿
أتدري أن الخيال يخدعنا بخرافته فيسهل علينا تصديقهاوعندما تتجلى الحقيقة أمامنا ساطعة ناصعة نرفض أيضا تصديقها..¿ لذلك ستظل خرافتي اللا معقولة و اللا محدودة أكسجين حياة أتنفسه كي أحيا لأشق طريق أحلامي وأعبد وعورة مصاعبها بالتفاؤل والأمل وبخرافتك اللا منتهية في خيالي فلا جدوى للعيش إلا بها.
أعلم أن الخيال عالم ساحر مليء بالصدق والدهشة والصدفة لكنه ابن غير شرعي للواقع ومع ذلك سأتبناه بشرعية مطلقة.
مهما أدماني الشوك سأظل أحب الورد مهما التهمني غموض العمق سأظل أعشق أسرار البحر لن أتردد بعد اليوم سأقول (لا) بقوة وعلو وسأقول (نعم) بعد التفكير ببطء ولن تجعلني الأزمات أنحني سأظل صامدة كالأشجار حتى في انكساري لن أنهار سأستثمر عمري وأطبق حكمتك المثلى وسأزرع كل الألوان في دربي حتى الأسود والأبيض سأتصالح مع لحظاتهما الرمادية وسأدرك كنه الأبعاد في اجتماعهما. وسأتخذ من أخطائي مدرستي الكبرى فالخطأ نفق ساجتازه ليوصلني لنور نجاحي الخبرة أيضا مجموعة أخطاء.
وإن خيمت فوقي غيمات الأحزان .. سأكون لبحور الآهات شطآن وإن اعتصرني ألمي سأعلو كسحاب سأمطر بغزارة وأطفئ نيران الأحقاد واقتلع حقول الألغام المزروعة في درب الأحباب.
يا وطني أحبك- لكن الغربة أحيانا تصبح أوطان- تعلم أن في شراييني نبضك لكني لن أرضى بحب وطن أشبه بحمار صبور وكتوم لا يستوعب سوى راكب واحد يقوده بحراب.
سأظل أبحث عنك بين الأرواح الجميلة علي أجدك هناك .. بين الأروقة العتيقة لأراك هناك في عناق الشمس للأشجار في رحيق الأزهار في البحر المغوار بضجيجه وسكونه بغدره وخياناته وخيراته وجماله حتما سأجدك هناك وقد لا أجدك البتة فينقضي عمري وأنا أبحث عنك لكني لن ألعب الغميضة إلا معك ..

قد يعجبك ايضا