كهف حوق بجزيرة سقطرى.. كنز مöن فرائدö العالم الطبيعية

استطلاع/ فايز البخاري



كهف (حوق) يقع في منطقة حالة شرق جزيرة سقطرى من الجهة الشمالية المواجهة لحضرموت. وهذا الكهف فيه من عجائب ما خلق الله وأبدع أشياء لا حصر لها وهو – لöمن زار مغارة (جعيتا) في جبل لبنان – يشبهها إلى حد كبير لكنه يفوقها بحجمه وكثرة التكلسات المتدلية والنابتة في سقفه وجوانبه فضلا عن تنوع ألوانها وفرادة تشكيلاتها.. وللأسف إنه درة بيد فحام كما هو حال الجزيرة بأكملها والكثير من مناطق الجذب السياحي في عموم اليمن!!
كنت مع رفيقيú رحلتي أكرم البخيتي الورافي وفلاح طوشرة الوتر قد غدونا في الصباح الباكر إلى سوق مدينة حديبو لشراء بعض المصابيح اليدوية التي تعمل بالبطاريات استعدادا لخوض الكهف الذي شرح لنا خريطته وطبيعته الصديق الأجل صفوان يحيى محسن الداهية الذي يعمل في الجزيرة منذ 18عاما وبالنسبة لي هي الزيارة الأولى لهذا الكهف الذي كنت قد قرأت عنه وشاهدته في بعض البرامج التلفزيونية لكن الوقوف عن كثب عند هذا المعúلم الأسطوري شيء آخر ونوع من المتعة لا يمكن وصفها مهما كان لدى المرءö إلمام باللغة ومفرداتها العذبة أو المحلöقة.. إنه فتنة الجزيرة ولؤلؤتها التي لم يتم إزالة الشوائب عنها بعد!
لابد لöمنú يريد زيارة كهف (حوق) بمنطقة (حالة) أنú يكون قد تهيأ للرحلةö مبكرا لأن المسافة تأخذ حوالي ساعتين صعود ومثلها هبوط فضلا عن أخذ كل لوازم الرحلة من أكل وشرب (سفري) وبعض العصائر والبسكويت التي تعين على قضاء يوم جميل في أحضان الطبيعة وفي أدغال ذلك الكهف البديع الذي لا يمل الزائر منه مهما تكررتú زياراته.
حين وصلنا أسفل الجبل كان الكهف يتراءى لنا أنه قريب وذلك خدعنا وجعلنا نستسهل المسافة لكن حين كنا نصعد ونصعد نجد أنفسنا وكأننا لم نقطع شيئا.. ولولا العزيمة وحب المغامرة والمعرفة المسبقة لغرابة وفرادة وجمال ما سنجده في هذا الكهف لما تجشمنا عناء السفر إليه أبدا.
حين وصلنا الكهف بدا لنا البحر بعيدا جدا وبدا كأنه صفحة مائية منبسطة في الأفق إلى أمد لا حد له ولا نهاية فيما كانت أشجار اللبان وأشجار العرعر تنتشر على جنبات الجبل لتعطيه رونقا على مهابته التي تبديه في شكل لا يشابهه مكان على وجه الأرض.
عند فتحة الكهف وقفنا مذهولين بضخامة فتحته والأشكال الهندسية التي تبدو على جانبي الفتحة فضلا عن الماء الذي يقطر من سطح الهف ويقع على أحجار تشكلت بفعل الزمن الطويل على شكل أواني فخارية تخزن بعض تلك القطرات ليستفيد منها الزائر في الشرب أو في غسل ما يحمل من أمتعة أو طعام كالفواكه والخضروات بل وفي غسل وجهه ويديه للانتعاش من عناء الرحلة المضنية.
عند فتحة الكهف جلسنا أولا لتناول الغداء وكانت المفاجأة أن علب التونة التي اصطحبناها تحتاج لمفك حديد كي نفتحها وقد نسينا أن نشتريه ما دفع رفيقيú إلى ابتكار طريقة الإنسان البدائي الأول في أخذ حجر مدبب الرأس وضرب العلبة حتى تنفتح بعد غسل الحجر طبعا.. وهكذا تسنى لنا فتح تلك العلب وخلطها بالزبادي والطماطم والبصل والخيار والبصل الذي اصطحبناه معنا وتناولنا وجبة غداء متعبة لكنها لذيذة بعد ذلك الصعود المضني الذي نالنا منه تعب كبير.
ما إنú أكملنا وجبة الغداء حتى كنا على موعد مع ذلك الكهف الأسطورة حملنا بقية أمتعتنا وبدأنا بقراءة الأذكار والآيات التي تكفل حمايتنا من المخلوقات الشريرة وبدأنا في ولوج الكهف بعد أنú أضأنا تلك المصابيح اليدوية التي اشتريناها من سوق حديبو..
في بداية الكهف وجدت على يساري أشكال بديعة وضخمة لأعمدة كلسية بألوان زاهية لم أجدها في مغارة جعيتا بجبل لبنان وقفت أتأملها وألتقط لها الصور بتريث فيما أكرم البخيتي يدعوني للولوج نحو أعماق الكهف حيث يقول أنه الشيء الثمين والشكل البديع فيما بدا لي الكهف بكل محتوياته قمة في الإبداع وقمة في الجمال الرباني الذي يسلب الألباب.
مضينا نحو الداخل وهالنا تلك القطرات الكلسية والمتدليات التي تشبه شلال ثلج تجمد لتوه فضلا عن الأعمدة التي انتصبتú لتكوöن أشكالا بديعة فبعضها يشبه تمثال الحرية في أمريكا وثاني على شكل غزالين ملتصقين وآخر على شكل العضو الذكري للرجل وشكل يشبه فرس النهر.. وهكذا أشكال لا يمكن لمن يراها إلا أنú يقف حائرا أمام بديع صنع الله الذي أتقن كل شيء.
يختلف ارتفاع الكهف من منطقة إلى أخرى لكنه لا يقل عن ثمانية أمتار في أسوأ انخفاضاته أما عرضه فيصل أحيانا إلى عشرين متر وإنú ضاق فعشرة أمتار لكن طوله لا أستطيع تقديره حيث وصلت لمسافة أكثر من كيلومتر وشعرت بضيق نفس ورطوبة شديدة وكان لدي إحساس أن ما تبقى ضعفي ما قطعناه.
من أجمل ما يراه الزائر تلك المستعمرات الطينية التي تشكلتú بشكل فري

قد يعجبك ايضا