أقوال لأدونيس
محمد المساح
من قال لك إن الحداثة هي أن تترك امرأ القيس¿
على الأقل أنا لم أقل ذلك أعتقد أنه لا يمكن لشاعر اليوم أن يكتب شعرا حديثا إذا كان جاهلا بالشعر القديم لا يمكن أن نخلق جمالا جديدا بلغة نجهل تاريخها الجمالي ولذلك كي تكون حديثا لا بد أن تكون قديما ثم إن التقدم ليس سهميا بل لوبيا كما أن الحداثة عمودية بمعنى أنه على الشاعر أن يخلخل القيم الاجتماعية التي يعيش فيها.
أبو العلاء المعري اعتبرناه فيلسوفا وليس شاعرا وكأن الشعر يجب أن يكون بعيدا عن الفلسفة مع أنه ليس هناك شاعر عربي حديث وصل بعمقه ونقده الخلاق إلى ما وصل إليه أبو العلاء المعري أستاذنا وأكثرنا حداثة كما أنه ليس هنا ليس هناك لغة تضاهي لغة “النفري”.
إذنú القديم طبقات في مرحلة من المراحل تسود طبقة مع الزمن علينا أن نكتشف ما كان هامشيا كالنفري والمعري وأبو نواس.
وحدها الحرية في مهب تاريخنا تستأثر بالكسل وحده العنف يستأثر بالحبر وحدها الريح تستأثر بالورق.
(قسمة ضيزى)
وكم هو الصراع جامح وفتاك.
اليوم أشعر أن لتاريخنا بشرة صماء وليس في الدم الذي يهدر وراءها غير البكاء والأنين.
ليس في ذاكرتنا عن ماضينا – نحن العرب – غير الذكريات العظيمة والسعيدة طبيعي إذنú أن يظل الحاضر في نفوس معظمنا شقيا ومريضا ورمزا للتخلف.
وماذا تكون إذنú صورة المستقبل¿
منذ طفولتي عودني أبي نفسه على ألا أقرأ في تاريخنا العربي غير المآثر
ولا أعرف كيف اهتديت بعد موته إلى قراءة الجانب المظلم اللاإنساني من هذا التاريخ.
بشر تخرج من صدورهم الغيوم
بشر من سيوفهم تخرج الأعاصير.