الزعيم ينتصر ……. !!!
عبدالرحمن بجاش
سيكون على العالم أن يطوي المساحة الكائنة بين الستينيات ومعها يقرطس هذا العام ويستقبل العام 2015م بكوبا منتصرة وأميركا تصفي الحساب مع الاتحاد السوفييتي بشخص بوتين وشخصية روسيا التي ورثت مجد السوفييت وحسابات الحزب الشيوعي السوفييتي رحمه الله , وسيكون على العالم تذكر هارفي اوزوالد من اتهم باغتيال كينيدي والذي رأت كارتلات المال أنه انحاز إلى الشيوعية فقررت تصفيته !! , سيكون على الذهن أيضا تذكر حذاء خرتشوف ذلك الحذاء الذي دخل التاريخ حين ضرب منصة الأمم المتحدة, ذكرنا به حذاء الزايدي الذي قصف وجه بوش الابن في بغداد ليعبر عن رأي العراقيين في الاحتلال , لقد لخص ذلك الحذاء كل الديمقراطية المصدرة إلى العالم الثالث كما تصدر كراتين (( شونجم أبو حربة )) ,وبإعلان أوباما إعادة النظر في مجمل علاقة أميركا بكوبا كان يرسل الرسالة إلى بوتين (( تضربونا في القرم ..نضربكم في كوبا )) وشتان بين ضربة وضربة !! , وينهي ولايته الثانية بقرار تاريخي , ما في ذلك شك , وبالمقابل ففي هافانا يرقد كاسترو بسلام مرتاح الضمير لقدرته على النجاة من كل الحصار والعقوبات الاميركية , وفي غابات بوليفيا يرقد بسلام هو الآخر جيفارا وعلى صدر العالم الشاب ترقد صورته هو الآخر بحب , فقد انتصرت كوبا وفاز الزعيم برغم ضخامة الهجمة الإعلامية الاميركية طوال السنوات من بعد خليج الخنازير وإلى ماقبل أيام !! , انتصر كاسترو بدليل أن الشعب الكوبي لا يزال حيا , ويركب سيارات الخمسينيات , لكن كرامته تجلل رأسه , إذ لم تهزه سرعة السيارات القريبة في ميامي حيث يبتعد الشاطئان عن بعضهما حوالي الـ 60 ميلا , كمساحة تفصل بين عالمين , وفي الجزيرة لا يزال فيدل كما يحلو للكوبيين مناداته … ينتصر , أما السر ففي الكلمة البراقة (( النزاهة )) , والقدوة , النزاهة سيدة الأسرار , فحين يتفرغ القائد للسهر على شعبه ولا يفكر كيف يحول بلده إلى مجرد سوق مركزي , هناك فرق , وفرق كبير …..هنا سر الزعامات التي دخلت التاريخ من بوابة المجد , وانظر فبرغم كل الهزات التي رعشت العالم لا تزال كوبا سيدة نفسها وسط المحيط ,و برغم أن جوانتانامو جزء منها وفيها يحدث إنسانيا ما يندى له جبين هذا العالم المنافق , الذي عمل طويلا – وعجز- على تحرير كوبا من الكوبيين وعجز عن مجرد أن يقف بجانب الشعب الفلسطيني ليستعيد حقه في احتلال مكان تحت الشمس !! عالم منافق بامتياز وإن تحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان , كاسترو ينتصر حتى وهو على الفراش , فحيثما ذهب بنظره وجد الكوبيين كل بجيتاره يغني ويحلم , آخر الزعماء الكبار سيموت منتصرا , إذ أن كوبا لم تنهزم ………………..