مات عاشق الشام ودمشق سعيد عقل

فؤاد عبدالقادر


مات عاشق الشام ودمشق سعيد عقل الشاعر الجميل, والحديث عن الشاعر الجميل يعني الحديث عن شاعر بحجم الكلمة الجميلة الرائعة الذواقة, عاشق السهل والجبل والشاطئ, شاعر الخضرة والنهر والورود المنفحة.
لي فيك يا بردى عهد أعيش به عمري
ويشرفني من حبه العمر
عيد كآخر يوم
في الخريف بكى
وما حباك عليه الريح والمطر
هنا الثريات من طين ومن طرب
وأين في غير شام يطرب الحجر.
قصائد جميلة صاغها سعيد عقل من ثنايا روحه وعبقرياته وحبه لدمشق, التي رأى فيها الشاعر القادم من شتورا التاريخ والحضارة :
شام يا ذا السيف لم يغب
يا كلام المجد في الكتب
كبلك التاريخ في محن
بعدك استولى على الشهب.
بردى ولحظ شامية وأشجار الصنوبر ونهر بردى والفرات والتاريخ الذي يقف أمامك شاهدا على أحداث نسجت على هذه الأرض.
مر بي يا واعدا وعدا
مثلما النسمة من بردى
تحمل العمر تبدده
آه ما أطيبه بددا
رب أرض من شذى وندى
وجراحات بقلبي عدى
راعدي لا كنت من غضب
أعرف الحب سنا وشذى
الهوى لحظ شامية مرت
حتى خلته نفدا نفدا
هكذا السيف ألا انغمدا
ضربة والسيف ما اتعدا
كان يكتب الشعر وكأنه يغنيه, ويشدوه مع فيروز, يردده مع الرياح القادمة من بساتين الشام وأيام وليالي دمشق, الملكتان العربيتان نوبية وبيترا كانتا حاضرتين في ذهنه وفي الكلمات.