حرمة الدماء
الشيخ/ حسن عبدالرحمن حسانين
إننا وفي هذا الزمان المتأخر الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكثر فيه الهرج قالوا يا رسول الله وما الهرج قال القتل – وهذا ما رأيناه واقفا في حياة كثير من المسلمين- والعياذ بالله- فلقد نسمع ونقرا في كثير من وسائل الإعلام عن انتشار مثل هذه الظاهرة الخطيرة- القتل والاقتتال وسفك الدماء الحرام- بدون حق- فلربما قتل الجار جاره والأب ابنه لأتفه الأسباب ولربما قتل المسلم أخاه المسلم على قطعة أرض- أومن أجل حقنه عفنة من الدولارات – ولاحول ولاقول إلا بالله والله تعالى يقول من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جمعيا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. ولا سيما أنه في قتل نفس مسلمة واحدة فكأنه اعتداء على المجتمع كله والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.. فكأنما لا يحل إيذاء المسلم في عرضه بالانتهاك والانتقاص وغير ذلك لايحل سفك دمه- يقول القرطبى رحمه الله- والدماء أحق ما احتيط لها إذ الأصل صيانتها فلا نستبيحها إلا بأمر بين لا أشكال فيه والله تعالى يشدد على تحريم هذه الجريمة النكراء فيقول “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما” النساء وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة الدماء في حجة الوداع فقال: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا .. ولقد نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى حرمة دم المسلم فبين أنه لا يحل دمه إلا بإحدى ثلاث في حديث ابن مسعود (النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة وينظر ابن عمر – رضي الله عنهما – إلى الكعبة حيث الجمال والجلال والحرمة فيقول: ما أعظمك وما أشد حرمتك ووالله للمسلم أشد حرمة عند الله منك.
ويقول ايضا ابن عمر انمن ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله – ويروي ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم – لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حارما) وسفك الدم الحرام مجلبة لسخط الله تعالى لأنه تعد على صنع الله تعالى ولان الأرواح لا يملكها إلا خالقها وكما أن القتل فمن السبع الموبقات وعظائم الذنوب والكبائر فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن¿ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق … ) رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من حمل علينا السلاح فليس منا) رواه البخاري ومسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يجىء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دما يقول يارب سل هذا فيم قتلني حتى يدينه من العرش فماذا عسى أن يكون الجواب عند سؤال رب الأرباب.
فإياك قتل النفس ظلما لمؤمن
فذلك بعد الشرك كبرى التفسد
كفى زاجرا عنه توعد والتقى
ينفي متاب القاتل المتعمد
هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل وعصمنا جميعا من الزلل .. آمين