جبال وضباب وجمال وتاريخ عريق
إعداد/محمد عبدالله العرشي

● أخي القارئ الكريم.. يسرني أن أقدم لك في هذا العدد من صحيفة الثورة الغراء مديرية وشحة والمتمعن في جغرافية اليمن المتمثلة بجبالها وسهولها وحصونها وعلى مستوى كل مديرية وعزلة سيجد أن اليمن قد حباها الله بكل أنواع الطيبات من الثروات المعدنية والزراعية والحيوانية ولذا تجد أن اليمن عبر تاريخها الطويل من عهد الدولة السبئية والدولة الحميرية في حراك مستمر وطويل بل أن العديد من الدول والحضارات مثل الدولة الرومانية والدولة الفارسية والدولة الحبشية وغيرها من الدول التي كانت موجودة قبل الإسلام كانت تتصارع على الاستيلاء على اليمن وتتنافس في احتلالها فموقعها في الكرة الأرضية متميز إضافة إلى ما ذكرته من كثرة خيراتها وتنوعها..
وإذا كنت أخي القارئ الكريم لست متأكدا مما أقوله فعليك الرجوع إلى المراجع العلمية والتاريخية التي كتöبت باللغات الأجنبية (الإنجليزية الفرنسية الإيطالية الروسية…) إضافة إلى المراجع العربية والإسلامية والأسيوية والتي تجمع على أن جنوب الجزيرة العربية قد كرمها الله وحباها بالكثير من الخيرات.. وبهذا سيتضح لك سبب تهافت الدول الأجنبية على غزو اليمن والاهتمام بها من قبل الإسلام إلى عصرنا الحاضر (أمريكا وأوروبا وغيرها من الدول) فما على الدولة وروؤساء الأحزاب وأفراد المجتمع اليمني إلا أن يتكاتفوا فيما بينهم قبل فوات الآوان..
مديرية وشحة
إحدى مديريات محافظة حجة تقع إلى الشمال من مدينة حجة وتبعد عنها بحوالي 255كم. يحدها من الشمال مديرية بكيل المير ومن الجنوب مديرية كشر ومن الشرق مديرية قارة ومن الغرب مديريتا: مستباء وبكيل المير.ومركز المديرية: مدينة وشحة. وتبلغ مساحة المديرية 201كم2 وبلغ عدد سكانها 62710نسمة وذلك حسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م..
ووشحه بفتح فسكون ففتح مديرية واسعة في الطرف الشمالي من أعمال حجة وهي في منطقة جبلية ولها موقع متميز حيث تطل من الجهة الغربية على مديريات مستبا وحرض ومöيدöي حتى سهل تهامه كما تطل من الشرق على بلاد قفلة عöذر وتتصل من شمالها ببلاد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة من بلاد صعدة. كما يحاذيها من جهة الجنوب جبال الشرفين. ويلحق بمديرية وشحة قرى جبل قارة وجبل بني هني وجبل بني رزق وجميعها تسكنها قبائل حجور بن أسلم بن عليان بن زيد بن جشم ابن حاشد.كما تلحق بها أيضا أوطان قبيلة بي سعد التي ترجع في نسبها إلى خولان صعده. وفي وشحه طائفة من سلالة القاسم العياني وهم من أحفاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
وكانت مديرية وشحة تسمى سابقا (قضاء حجور الشام) وسميت وشحة بهذا الإسم نسبة إلى واشح بن مرار من ولد حجور بن أسلم بن عليان بن زيد وإليه تنسب منطقة وشحة في بلاد حجور ولأبنائها دور بارز في الفتوحات الإسلامية حيث شارك الكثير منهم فيها ومنهم من استوطن البصرة منهم القاضي سليمان بن حرب الواشحي الذي ولي قضاء مكة عام 214هـ ثم عاد إلى البصرة وتوفي فيها عام 224هـ. وكانت وشحة يسيطر عليها سلاطين بني يعفر إلا أن الإمام الهادي قاد حملة على المنطقة وتمكن من السيطرة عليها وكان أول الولاة فيها محمد بن عبدالله العلوي.
وتتمتع وشحة بتضاريسها الجبلية والسهلية ومناخها معتدل ممطر صيفا وبارد شتاءا ويتشكل الضباب بشكل دائم على قمم جبالها..
وتشتهر المنطقة بالصناعات الفخارية بأنواعها وصناعة الخزف بأنواعه مثل المكانس الظلال المساطح (البسط) والأغطية الخزفية لتوفر المواد الأولية لصناعتها وكذلك الحبال المصنوعة من أشجار السلب والمجالس العربية (الأسرة) والتي يحاك سطحها بالحبال. أما الصناعات فتشتهر المنطقة بصناعة الخناجر بأنواعها (الجنابي والسكاكين) وصناعة الأدوات الزراعية البدائية بأنواعها والتي تعرض في أسواقها الشعبية. ولكن غالبية السكان يعملون بالزراعة والتجارة ورعي الأغنام وتربية المواشي بأنواعها وتمتاز بوجود محجر للرخام والجرانيت.
أودية مديرية وشحة
تشتهر وشحة بوجود العديد من الوديان المتمثلة بالأراضي الكائنة أسفل جبالها حيث تسيل مياه جبال وشحة إلى وادي عاهم ووادي مور ووادي حرض وهذه الأراضي هي عبارة عن أراض مستوية تمتاز بخصوبة تربتها وجودة مزروعاتها وكثرتها وتعددها. وأهم المحاصيل الزراعية التي تنتجها المديرية:الذرة بأنواعها الدخن الشعير والسمسموبعض الفواكه مثل المانجو والموز. إضافة إلى الكاذي والمشاقر وكان فيما سبق يزرع البن فيها بمساحات كبيرة إلا أن شجرة القات قد زحفت على الكثير من الأراضي الزراعية وحلت محل البن. وهو مايجب أن تعمل عليه القيادة والأحزاب بالاهتمام بزراعة البن المحصول الاقتصادي لليمن وسيتم بتعاون الدولة والمجتمع تقليص مساحة الأرض المزروعة بالقات