الجندي.. والقمر الحزين
محمد المساح
تلك السعادة غائبة صبر مضى صبر سيمضي وهي طعم ما تمطقه اللسان كأنما منذ الأزل وكأنما من ليلة او ليلتين وكأنما ولدت بإسبانيا القريبة كالأمل أو كالأزل وكأنما اندثرت بأرياف البلاد الوطئة تلك السعادة غائبة هي هاهنا قولوا وربما سأضحك من ظنوني كاس شاي الصبح والبيض المكرر كل يوم والدجاج السهل في طبخ الغداء ورحلة الأرزاق من بيتي إلى سوق النبيذ الحلو مرتفع الكحول وعودة حتى بلا أدني صفير للمزاح مع النساء بلا فضول للكلام عن السماء وغيمها وبلا خرافة أن ترى عيناي في المشي الطريق مخافة من أيما عثر وإلا دندنة بقصيدة في المشي عن إيلام أسبانيا إليها ثم لا ترجع ولا ترجع سأضحك من ظنوني كل كأس من نبيذ كل دندنة بيت أول وبغصة في الدندنة تلكة السعادة غائبة.. جلس الجميع على الأريكة متعبين الليل والأشجار والجندي والقمر الحزين يقول أولهم تعبت من الظلام فتضحك الأشجار من ضوء القمر لكأنما تلك الأريكة مثل تابوت تفتح نصفه لكأنما كان القمر يلقي على الجندي نظرته الأخيرة وكأنما الجندي جندي يموت على الأريكة مثل تمثال تكسر نصفه وكأنما الأشجار تخفى مأتما شهد الجميع الليل والأشجار والجندى والقمر الحزين عزاء جلسته الأخيرة.
أمام القاضي
لوكان في البلاد لي مال بكيته كصراف عجوز ولو كان في البلاد لي بيت يكيته كمالك البيوت لكنما أنا فقير كل عمري سيدي القاضي وإذ أبكي فلا أدري لماذا¿ يعقل أن أبكي أم البلاد للصراف والمالك يحصيانها مالا وأملاكا¿ لهذا لايبكيان الأن مثلى لن يضيع منهما ما قد يضيع منى ومن غيري ولا أدري لماذ¿
هامش
قصائد.. للشاعر العراقي كمال سبتى..