مجلس الوزراء القادم

عبدالله عبده مجود المناخي

 - قال لي أحدهم بأننا كنا نحتاج إلى ثورة إدارة وثورة أخلاق في هذا البلد وأنا هنا أضيف إليها ثورة اقتصادية لذا فقد أصبح من الضروري بأن يكون رئيس الوزراء المنتظر شخصية نوعية بكل المقاييس
قال لي أحدهم بأننا كنا نحتاج إلى ثورة إدارة وثورة أخلاق في هذا البلد وأنا هنا أضيف إليها ثورة اقتصادية لذا فقد أصبح من الضروري بأن يكون رئيس الوزراء المنتظر شخصية نوعية بكل المقاييس لا يختلف عليه اثنان في وطنيته ونزاهته وكفاءته الإدارية والمالية يمتلك خبرة ورؤية إدارية واقتصادية واضحة تتحول إلى برنامج عمل لمعالجة كافة المشاكل الاقتصادية التي عانت ولا تزال تعاني منها البلاد ولا نقول هنا بأن يكون لديه عصا سحرية وإنما النية الصادقة لخدمة هذا البلد فعلى سبيل المثال الرجل العظيم مهاتير محمد لم يكن ساحرا ولكنه كان وطنيا إداريا صادقا لشعبه وبلده ويمتلك رؤية استراتيجية شاملة وواقعية بالإضافة إلى فريق الوزراء الذين عملوا معه قدموا أقصى ما لديهم رغم التحديات والصعوبات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والسياسية والتي واجهوها وعملوا على حلها حتى تجاوزوا أكثرها إلى أن وصلت ماليزيا إلى ماوصلت إليه اليوم من الرقي والتقدم والتنافس ليس الاقليمي فحسب بل والعالمي كنتيجة واقعية لذلك الرجل الرائع الجاد والمتناغم مع شعبه ووطنه.
وبالتالي فاننا نريد وزراء لا يقفلون مكاتبهم أمام الناس حتى تظل معاملات ومصالح الناس لديهم بالأيام لا نريد وزراء يستدعون مدراء الشئون المالية والحسابات أول ما يدخلون مكاتبهم لمعرفة الامتيازات والمستحقات والمداخل والمخارج للحصول على أكبر قدر من الفائدة وبكل ما أعطاه الله من قوة لضمان مستقبل الأولاد بل والأحفاد.
كما أننا لا نريد وزراء يقومون بتعكيس سيارتها الفارهة أو المدرعة التي استفزوا بها مشاعر الناس البسطاء الذين يكدحون لتأمين أبسط الاحتياجات الأساسية لحياتهم وحيات أبنائهم وعلى الدولة أن تضع حدا لصرف السيارات أو استعادة السيارات التي تعج بها أحواش الوزراء والمسئولين السابقين وإعادة تسليمها لهم فإنه من المتناقضات صرف الدولة اليمنية التي تشكوا دائما من الفقر لتلك السيارات الباهظة الثمن على حساب وحقوق السواد الأعظم من الناس في هذا البلد.
كما أننا لا نريد وزراء شطرنجيين يتم نقلهم من هذه الوزارة إلى تلك نريد شخصيات جديدة تقدم مصالح الوطن على مصلحتها الشخصية يكون لديها خطة عمل واضحة تحدد فيها كافة المهام والأولويات والأعمال والبرامج التي سينفذونها لتحسين حياة الناس وتحقيق مصالحهم والتي منها كيفية رفع إيرادات العامة للدولة من خلال وسائل تجفيف منابع الفساد والمفسدين والاستغلال الأمثل لموارد ومقدرات هذا البلد الغني بثرواته وإمكانياته المتمثلة في البر والبحر والإنسان التي استغلها حفنة من العصابات على حساب شعبا بأكمله.
نريد وزراء يكونوا داخل البلد لا أن يكونوا سندباد هذا الزمان ينزل من هذه الطائرة ويستقل أخرى لحضور تلك المؤتمرات والملتقيات التي لم تعد بأي فائدة على هذا البلد وإنما من أجل السياحة وبدل السفر.
ما أود قوله هنا بأن حكومات المحاصة الحزبية والمناطقية أثقلت على كاهلنا وتعيينات المقايل والمجاملات والفهلويين والأقارب والأنساب ومن يستطيع الوصول إلى أصحاب القرار قتلت هذا البلد وأوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم.
فتشوا في أوساط هذا البلد الزاخر بكفاءته ستجدون الكثير والكثير اعملوا إعلان منافسة للحصول على مناصب الوزارات مش عيب بل بالعكس سنكون نحن السباقون بذلك من خلال الحصول على مشاريع برامج وعمل يقدمها المتنافسون حول كيفية تحسين أداء الوزارات المتنافس عليها بما يرفع مستوى عملها وإيراداتها وكيف ستنعكس إيجابا على المستوى الجزئي والكلي وفي اعتقادي بأن اتفاقية الشراكة الوطنية من أجمل ما فيها أن الكفاءة هي المعيار الأساسي لاختيار الحكومة القادمة ولا حجة للضغوطات الآن.
وحتى لا نستبق الأحداث باختصار نريد حكومة تتحدث أعمالها قبل السنتها ويلمسها الناس والواقع قبل أن تلمسها عدسات وفلاشات الكيمرات ويكتب عن انجازاتها البسطاء قبل صفحات الجرائد.

قد يعجبك ايضا