الخروج من خنادق الإحتراب والفتنة
حسن أحمد اللوزي
حسن أحمد اللوزي –
الضمائر الوطنية الحية.. و هذه الجملة لا تستثني أحدا.. تبارك هذا العهد الوطني الجديد الذي يمكن وصفه بعهد السمو والرقي والحكمة اليمنية النافذة برغم أنه واضح ومشرق بعنوانه الجلي.. والجليل “اتفاق (( السلم والشراكه الوطنية )) لا نستطيع أن نقول إنه جاء مفرحا ومبهجا لأن النفوس مازالت مقúبوضة وتعصف بها الآلام جراء كل ماحدث من مواجهات أزهقت الأرواح وسفكت الدماء من كل الأطراف وأهدرت الممتلكات الخاصة والعامة ومع ذلك كله فالخير كل الخير فيما تم التوصل إليه وما تم التوقيع عليه والأهم أنه أغلق هاوية الإنحدار إلى الحرب الأهلية والفتنة الشاملة والمدمرة فالحمد لله والشكر لله على صون الأرواح وحقن الدماءوإيقاف الخراب والدمار!!!
ولاشك يعتبر هذا الإتفاق بكل ما احتواه كدواء ناجع لأخطر الأدواء وضماد شامل لأوجع الكسور وأمر الجراح.. وبلسم لعلاج نزيف الأحزان والآلام!
وقد كان ينقص المشهد عناق الموقعين واحتضانهم لبعضهم البعض أمام أعين الشعب وأنظار العالم وخاصة أولئك الذين غادروا خنادق الاحتراب إلى غير رجعة ونرجو أن نشاهد صدق وحرارة الاحتضان لبعضهم البعض في لقاءاتهم الأخوية والودية وفي حقول ومواقع العمل المشترك وفي ميادين البناء والتطوير والتنمية والنهوض بالوطن من وهدة العثرات المدمرة والسير معا جنبا إلى جنب مع الجميع في فريق عمل وطني واحد تحت راية ومظلة المسؤولية الوطنية المشتركة وهم يعملون سويا في التنفيذ العملي لكل ما احتواه الاتفاق المحتفى به.. وهم يرفعون اللبنات القوية والراسخة في بناء صرح السلام والأمن والاستقرار على كامل الأرض ويوطدونه بين جميع أبناء الوطن وهم يخوضون تجربة وطنية إنموذجية في الشراكة الوطنية في تحمل أعباء المسؤولية الجسيمة أيا كانت كبيرة أو صغيرة في كل حقول وميادين العمل والبناء والإنتاج.. والتطوير والتغيير الإيجابي البناء وبخاصة لإنقاذ الاقتصاد الوطني من مخالب التردي الذي انحدر إليه ولمواجهة كافه التحديات الأمنية والاجتماعية والنفسية .. ولا بد أن أضغط على هذه الأخيرة لأنها تتطلب الثورة على النفس من قبل كل من يتصدر الصفوف لتحمل المسؤولية الوطنية والخدمة العامه في أي موقع كان في الحكومة وأي من مؤسسات الدولة واللجان والهيئات الوطنية !!
ولا شك لدينا بأن حركة الشراكة الوطنية العقلانية الجديدة وهي تمتلك بين يديها وثيقة العهد الوطني عهد تحقيق السلم وتفعيل وأثمار الشراكة الوطنية تسير قدما نحو إنجاز المهام المعقودة في ذمتها وعلى أعناقها.. ولا شك أيضا لا يسمح موقف الشعور بالاطمئنان والأمل والإستبشار العروة على الموجعات ولا لحديث التنظيرات أيا كانت وخاصة وأن الوثيقة الوطنية المحتفى بها قد جاءت بكافة الأولويات العاجلة والعناصر الأساسية لخطة العمل والإنجاز ولما يجب عمله عاجلا لخروج الدولة من غرفة الانعاش ومغادرة حالة المراوحة في نقاهة المرحلة الانتقالية بفضل كل ما يمكن أن تبدعه من أعمال وتجترحه من معجزات حكومة الوحدة الوطنية والتي صارت مطلوبة حتما بكل المقاييس ودوافع المرحلة الاستثنائية والتي كانت قد بدت متشظية !
ولا أقل إذن من أن تتخذ فيها القرارات الإيجابية الحاسمة وتتصدرها الإنجازات العينية الملموسة لتكون استجابة حقة وصادقة لتطلعات الضمير الوطني وتجسيدا للإرادة الشعبية التي لا يمكن أن تفرط في حقها في العيش الكريم ومواصلة سعيها من أجل صيغة مشروعها الحضاري المنشود على أرضية متماسكة من السلم الوطيد والشراكة الوطنية البناءة.
إن مثل هذه الأعمال الوطنية المباركة والحاملة للخير العام إلى الجميع للأفراد والمجتمع والدولة هي التي تعطي للأعياد والمناسبات الدينية والوطنية قيمتها العظيمة وتجلي معناها الكامل وخاصة حين تهل علينا في أكنافها الوارفة بالوعود الطيبة والثمار المباركة ولذلك فإن إتفاق (( السلم والشراكة الوطنية )) يمثل بحق أروع الأعمال الوطنية وأفضل هدايا أعياد الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر وعيد الأضحى المبارك لهذا العام ومن هذه الرؤية التي تجليها الكلمات الطيبة والصادقة والمسؤولة للقيادات السياسية فإن المطلوب من جميع حملة سلاح الكلمة الإستجابة العملية الوفية والصادقة لما دعي إليه الجميع ووجه به الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في كلمته القيمة والمؤثرة في اللقاء الوطني الكبير يوم أمسö الأول حيث قال:- (( وإذ نستحضر في هذه الأيام الذكرى المجيدة لثورتي 26 سبتمبر و14اكتوبر المجيدتين, فانني أدعوكم لجعل هذا الاحتفال هذه السنة صوتا موحدا لكل أبناء الشعب من أقصى صعدة إلى أقصى المهرة, ولنجعل ثوابت الشعب في الوحدة وا