مرحلة تصحيح الواقع

جميل مفرح


 - ثلاث سنوات وأكثر مرت وضيقها أبرز من فسيحها مخاوفها  أكثر من اطمئنانها تأزمها أكثر من انفراجها.. وكل ذلك ناتج عن سياسات خاطئة مارستها بعض القوى السياسية لتحقيق مكاسبها
جميل مفرح –

ثلاث سنوات وأكثر مرت وضيقها أبرز من فسيحها مخاوفها أكثر من اطمئنانها تأزمها أكثر من انفراجها.. وكل ذلك ناتج عن سياسات خاطئة مارستها بعض القوى السياسية لتحقيق مكاسبها المحدودة على حساب المكاسب العليا والكبرى للوطن تلك المكاسب التي أملتها أو ربما حاولت الوصول إليها مبادرة الأشقاء في الخليج والذين كانوا قيد المسؤولية وأبدوا اهتمامهم الكبير من خلال سعيهم واجتهادهم لأي التسويات السياسة المرضية والآمنة لليمن واليمنيين للخروج من مأزق الأزمة السياسة التي حدقت بالبلاد وهددت بالكثير من المخاوف والنتائج السلبية ليس أولها سقوط معالم الدولة وإعلان فشلها ولا آخرها انهيار البنى الاقتصادية والاجتماعية القائمة..
انقشعت كما يبدو غمامة سوداء كانت تحجب الرؤية وتمنع التنفس للوطن وهي غمامة الخلافات والاختلاف التي لم تستطع أية رياح إزاحتها من سمائنا وتخليصنا من جثومها الخانق على واقع وحقيقة وجودنا ذلك الخلاف والاختلاف الذي لم يسمح لنا أن نلتقط أنفاسنا ولو للحظات نفكر فيها فيما يحدث لنا ونجد لنا ولوطننا مخرجا آمنا ينتزعنا من المساحات الملغمة والحدود الشائكة بكل الافتراضات السلبية والمخاوف المطلقة مما قد يؤول إليه الحال ويغدو بنا المآل.. انقشعت غمة قاتله كادت أن تجعل من اليأس المطلق سلوكا شعبنا عاما والرعب نهجا لا يفارقانا.. انزاحت الكثير من الهموم ونحن ومن حولنا العالم أجمع تنظر انفجارا مدويا لا انفراجا مداويا.
نعم وصلنا إلى خيارنا الأوحد والأبقى والأنجح الذي كثيرا ما آمنا به ودعونا إليه كل من له عقل وقلب واتفقنا جميعا على كونه المنفذ السالك والسليم الذي يجب أن نعبره لنشر ولو بقليل من أمان ناتج عن تقارب وتوافق لا تباعد وتنافر باعتبار أن التباعد والتنافر بطبيعة الحال لا يكون نتيجة لهما سوى اتساع اللون واستطالة المسافات بيننا وبالتالي اتساع الشرخ أو الشروخ التي نعترف بوجودها بيننا البين وأن علينا أن نردمها ونسدها لنستعيد جسدنا الصحيح القادر على مواجهة الظروف والمتغيرات الخطيرة التي يتواجهها الوطن في وضعه الراهن منذ بدايات العام 2011م ذلك الوضع الملغمة كل تفاصيله ولحظاته بما لا يحمد له عقبى.
نعم إنه الحوار.. ذلك المطلب الذي آمن به كل عقلاء الوطن منذ الوهلات الأولى للتأزم واشتعال فتائل الفتنة في البلاد وطرحوة كطريق وصول مضمون غير أن القوى السياسية وأطراف أخرى لا يهمها حتى أن يكون ثمة وطن كانت عائقا دون تحقق ذلك الحوار والإيمان بانتهاجه كمخرج مخلص كون ذلك يتعارض مع مصالحها الدنيئة التي تفوح بروائح انتهازية كريهة وترمي إلى تحقيق مكاسب غير مشروعة وإن كانت مشروعة حتى إلا أنها مكاسب سينتج عنها الكثير من البلاد والدمار والتهالك في بنى الدولة وفقدان الوطن وتعقيد حياة البشر الذي لم يعودوا في جاهزية الاحتمال والاصطبار أكثر مما مر بهم ومروا به من مصاعب أهونها موجع حد الإدماء.
نعم كنا وكان هناك من يطرح معنا من أبناء الوطن أن التقارب والحوار هو جنتنا المرتقبة وأنه لا يمكننا أن نبني على شيء ما لم يكن ذلك الشيء هو الحوار فيما بيننا لنعود إلى رشدنا ونرمم ما تضرر من قوام وطننا الحبيب وكلنا جميعا نؤمن بذلك كل الإيمان ونحاول أن نوضح للجميع بأن هذا الخيار الناجع هو ما سيتحقق وما سنعود لنلجأ إليه سواء في وقتنا الراهن لحظتها أو ما يلي من قادم وأن علينا أن ننتهجه قبل أن يجري دم وينكسر عظم غير أن المزايدين والمكابرين لم يؤمنوا بذلك أو بالأصح ربما كانوا مؤمنين به غير أنهم لم يجنحوا إليه أو يتخذوه طريقا لننجو معا بالوطن .. وفضلوا مصالحهم على كل مصلحة ليحدث لنا ولوطننا ما عانيناه وعاناه الوطن طيلة ثلاث سنوات مرة.
واليوم ها نحن نعود بعد كثير من المواجع والخسارات ونعترف بأن لاخيار أمامنا للنجاة سوى الحوار والتقارب والتوافق فيما بيننا وها نحن نؤمن بأن الطاولة التي جافيناها كثيرا هي سفينة نجاتنا التي سترسو بنا إلى بر الأمان.. وها نحن نؤمن بضرورة الاعتراف ببعضنا وبضرورة الإيمان بالتعدد والخيارات الأخرى وبأن نفي وإنكار الآخر وإقصاءه ضرب من جنون قذف بنا مرات ومرات في مهام سحيقة ومخيفة وها نحن نعود إلى شيء من رشدنا علنا نعقل أو ندرك ما علينا أن نقوم به تجاه وطننا الغالي ليعاود الوقوف على قدميه ويمضي بنا صوب المأمول من أمن وأمان واستقرار سينعم به خواصنا وعوامنا فهل نحن فاعلون بعد أن عقلنا وفهمنا ما حدث ويحدث لنا¿!

قد يعجبك ايضا