دوائر الرعب وأفق الأمل

احمد الزبيري

مقال


 - الخوف والهلع والذعر الذي أصاب غالبية سكان العاصمة صنعاء منذ رفع الدعم عن المشتقات النفطية او ما يسمى بالجرعة السعرية وما أدت إليه من أحداث سياسية واقتصادية وأمنية وعلى نحو
الخوف والهلع والذعر الذي أصاب غالبية سكان العاصمة صنعاء منذ رفع الدعم عن المشتقات النفطية او ما يسمى بالجرعة السعرية وما أدت إليه من أحداث سياسية واقتصادية وأمنية وعلى نحو متصاعد أدت إلى مغادرة الكثير منهم ومن تبقى فيها يعيش بين الخوف والرجاء على أمل الوصول إلى حل من خلال التفاهم والحوار لتتوزع المشاكل والهواجس بين مؤشرات الوصول الى اتفاق لطالما بشر به في الأخبار وفي أحاديث وتصريحات السياسيين والإعلاميين.
انفجار الوضع الذي هو أيضا له مؤشراته في تزايد المظاهر المسلحة حول مداخل العاصمة صنعاء وفي المواجهات بين المعتصمين والمتظاهرين وقوات الأمن في شارع المطار وبالقرب من مجلس الوزراء وفي الصدامات المسلحة التي شهدتها منطقة حزيز وأحداث شارع الثلاثين وسماع أصوات الرصاص هنا وهناك كل هذا يضاعف القلق وحالة الترقب لدى الجميع وهو ما يعزز نذر انفجار الوضع لا قدر الله الذي الخشية منه لا يقتصر بكل تأكيد على مدينة صنعاء وحدها بل الوطن كله وأبنائه لأن ذلك سيجعل البلد يمضي بصورة متسارعة نحو كارثة عنفية دموية تدميرية أكبر من تلك التي حاولنا او اعتقدنا أننا تجنبناها في 2011م بالمبادرة الخليجية والحوار الذي قبلت به وشاركت فيه كل الأطراف واعتبرت الحلول التي خرجوا بها من هذا الحوار وتضمنته وثيقته ولم يتبق الا تطبيقها للخروج من عنق الزجاجة لتنتهي الصراعات والأزمات التي عاش مآسيها اليمنيون لأكثر من خمسة عقود.
مما سبق يستنتج أن الوضع خطير الى ذلك الحد الذي يفوق أي تصور تشاؤمي وعلى القوى السياسية أن تعي ذلك بعمق وتستوعب حجم المسؤولية التي ينبغي ان تضطلع بها التي تقع على عاتقها وتتجه الى الحلول السياسية السلمية والحوار المبني على تحديد دقيق للأولويات المنقذة لليمن واليمنيين من تداعيات الأحداث الراهنة فالفترة دقيقة وحساسة وينبغي أن يكون مدركا الظرف والوقت لا يحتمل منطق تصفية الحسابات وتسجيل المواقف وتحقيق المكاسب.. فالمطلوب نزع فتيل الانفجار وهذا لن يكون الا بفهم صادق لحقيقة الوضع وأن الذهاب إلى أي صراع او حرب سوف يحرق الأخضر واليابس ولن يكون هناك منتصر أو كسبان فالكل مهزوم وخاسر.. لذا لابد من وجود استعداد لتقديم التنازلات والاستجابة لأية متطلبات مشروعة واستحقاقات موضوعية فما نحن فيه لا يحتمل اية مكابرة أو عناد وان تكون القضايا الخلافية في اضيق الحدود وترك ما لم يتفق عليه الى ما بعد تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والانتقال الى مسار جديد فالايام كفيلة بتصحيح الرؤى واثبات صحة طرح هذا الطرف او ذاك.. والأهم أن يستفاد مما مررنا به بحيث يمنع تكراره في المستقبل وإدراك ان لا بديل لنا عن الشراكة والقبول بالآخر فلا يستطيع أحد بالقوة أن يلغي أي طرف أو مكون من مكونات هذا البلد وشعبه والإصرار على فرض الإرادات بالحرب وقوة السلاح يعني الإصرار على الانجرار الى الصراعات العبثية التي نرى بشاعتها يوميا في اكثر من بلد عربي والتي تأخذ شكل الصراعات المذهبية المدمرة والحكيم من يتعظ بغيره قبل فوات الأوان.

قد يعجبك ايضا