النقد الأدبي في بلادنا مجرد إنطباعات وخواطر..!!

لقاء/ محمد القعود


بعض النقاد الأكاديميين شغلتهم ظروف التدريس والمعيشة عن النقد
رغم الدور الكبير والهام الذي يلعبه النقد الأدبي في خدمة وازدهار الحركة الثقافية والإبداعية إلا أن النقد الأدبي في بلادنا توارى وتقاعس عن أداء ذلك الدور وتخلف عن مواكبة الإبداع وعطاءاته المتلاحقة وجعل الكثير يتساءل عن سبب ذلك الجمود والغياب المتواصل.
وعن المشهد النقدي الأدبي في اليمن نحاول أن نسلط الضوء حول واقعه وما يحيط به من إشكاليات متعددة ومناقشة كل قضاياه وذلك من خلال لقاءات متعددة مع نخبة من المهتمين بالنقد الأدبي في اليمن.
وفي السطور التالية لقاء مع الأديب والناقد خالد الشامي والذي تناول فيه العديد من الرؤى الثقافية وناقش الكثير من قضايا النقد الأدبي وتوقف أمام العديد من جوانب مشهدنا الثقافي وفيما يلي حصيلة اللقاء:
علاقة تكامل
• هل لدينا نقد يواكب الإبداع في بلادنا ..¿
وكيف تقيم ما يقدم الآن من دراسات وكتابات تحت لافتة النقد.. سواء عبر الصحف والمجلات أو عبر الندوات والمهرجانات الثقافية¿
– هناك علاقة تكامل بين النقد وبين الإبداع فوجود الإبداع يؤسس لظهور حركة نقدية نشطة تواكبه كما أن النقد المبني على منهجية واضحة ورغبة لدى الناقد في دراسة الأعمال الإبداعية باستقلالية وتجرد يسهم بدوره في رقي الأعمال الأدبية.
وما يقدم غالبا من قراءات في الصحف والمجلات تحت عنوان النقد هو مجرد آراء انطباعية أكثر منه نقدا حقيقيا وهو أقرب إلى الخواطر منه إلى قراءة واعية تسبر أعماق النص بهدف استجلائه ومعرفة بنيته.
هناك أيضا مشكلة أخرى تؤثر في مسيرة النقد في بلادنا خصوصا وفي الوطن العربي عموما وهي أن كبار النقاد ما عادوا يتابعون كثيرا مما يصدر من أعمال أدبية وإبداعية جديدة خصوصا لجيل الشباب بل اكتفوا بدور التنظير والمراقبة من عل للمشهد الأدبي دون أن يجدوا وقتا في تمعن تفاصيله.
حضور في التنظير
• الاتجاهات النقدية الحديثة هل لها حضورها الفاعل في النقد اليمني.. وإلى أي مدى استطاعت مقاربة النصوص الإبداعية المحلية..¿
وكيف يمكن أن تسهم اتجاهات النقد الحديثة في تطور النص الإبداعي المنتج..¿
– الاتجاهات النقدية الحديثة لها حضور جيد في التنظير والتقعيد لكن حضورها في الممارسة النقدية ليس بالقدر المرضي فهناك عدد من النقاد ممن تناولوا الاتجاهات النقدية الحديثة وكتبوا في واحد منها أو أكثر وأبدعوا واستفاد الباحثون كثيرا من هذا الجهد لكن للأسف قليلا ما نجد من يلتزم بالمنهجية النقدية الصارمة أو أدنى منها قليلا.
وإذا كان هذا الحال مشهود عند العديد من كبار النقاد فكيف هو الحال بنا حين نمارس هواية النقد دون ذخيرة معرفية كافية أو بممارسة مبتدئة لم تصقل بعد ولم يشتد عودها لتقف بثبات في ساحة النقد.
لذلك يلاحظ أن نقد الأعمال لدى كبار النقاد والناشئين لا تستفيد من المناهج الحديثة كالبنيوية أو الأسلوبية وغيرهما فهناك من يعلن التزامه بمنهج نقدي ما ثم ينحرف عنه أثناء الممارسة وهناك من يلجأ إلى نصب قوالب نقدية مسبقة ثم يريد تطويع العمل الأدبي ليتواءم مع التنظيرات والتوقعات التي سبق وأن بناها في معطياته المسبقة.
ومع ذلك لا نعدم عددا من القراءة النقدية التي تتصف بالقراءة الجادة المنطلقة من جوهر النص بثبات في مسار منهجي قويم يفيد منه المبدع مثلما يفيد منه القارئ.
ومثل هذا هو ما يمكنه أن يسهم في الارتقاء بالمشهد الإبداعي والنقدي وإضاءة الطريق أمام جيل المبدعين خصوصا جيل الشباب منهم.
إيجادة قراءة النص
• من هو الناقد.. وما هي مميزاته وإمكانياته¿
وهل لدينا نقاد بالفعل لهم قدرات وإمكانيات ورؤى ومشاريع تضيف إلى المشهد الثقافي إضافة نوعية¿
كل من يجيد قراءة النص هو ناقد لأن هناك من ينقد بالفطرة وهناك من يمتلك المنهج ليرشد طريقته في النقد ويتبقى بعد ذلك الحكم على نجاح الناقد وقدرته ومدى قربه من استجلاء النصوص أو ابتعاده عنها.
لدينا عدد من كبار النقاد ومعروفون في الساحة المحلية والعربية وبجانب ذلك هناك نقاد من جيل الشباب أثبتوا حضورهم وبرز عطاؤهم النقدي وهم يؤدون أدوارا فاعلة في خدمة النقد والأدب عموما.
النقاد ظروف المعيشة
• تحفل الجامعات بالعديد من حملة الدكتوراه ممن تخصصوا في مجالات النقد الأدبي.. لكن نسبة كبيرة منهم ليس لهم اية اسهامات في رفد هذا المجال.. ماهو تفسيرك لذلك..¿ وكيف ترى أهمية إسهام الناقد الأكاديمي في مجال النقد¿
– بعض الأكاديميين شغلتهم ظروف التدريس الجامعي ومتابعة أوضاعهم المعيشية عن الاهتمام بالنقد والشأن الثقافي والأدبي عموما كما أن هناك قلة تخصصت في الأدب واللغة كنظريات دون أن يكون في مقدورها تطبيقها على النص وربما اتسعت الفجوة كثيرا بين

قد يعجبك ايضا