دراسة.. في أتون أزمة!!

عبد الحليم سيف

 - الرابع عشر من سبتمبر – أيلول الحالي  كان بدء الدراسة في الجامعات والمعاهد الفنية   وقبل عشرة  أيام  اتجهت الأنظار نحو ما يزيد على ستة ملايين طالب وطالبة  يفترض أنهم عادوا إلى مقاعد
الرابع عشر من سبتمبر – أيلول الحالي كان بدء الدراسة في الجامعات والمعاهد الفنية وقبل عشرة أيام اتجهت الأنظار نحو ما يزيد على ستة ملايين طالب وطالبة يفترض أنهم عادوا إلى مقاعد التعليم الأساسي والثانوي في عموم محافظات الجمهورية إيذانا ببدء العام الدراسي الجديد (2014- 2015).
وقبل العودة إلى المدرسة والمعهد والجامعة ترسخت في أذهان قطاعات كبيرة من الآباء والأمهات والمواطنين فكرة بان الطلاب والطالبات سيستقبلون أول أيام الدراسة بملامح أولية تبشرهم بتطبيق بعض مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بصفة عامة وما يتصل بالتربية والتعليم على وجه الخصوص لكون التعليم هو قاطرة المستقبل والسلاح الأمضى لإنقاذ اليمن من بين ركام الخراب الشامل واستعادة الأمن والطمأنينة في ربوع الوطن في ظل قيام دولة مدنية معاصرة.. خالية من التمييز والعنصرية.. نظيفة من براثن الاستعباد والفساد والجهل والظلام دولة تفتح أبواب النجاح للشباب ..توفر له قدرا من المناخ السليم تجعله يتفرغ للتحصيل العلمي ويندفع ويقطع المسافة بأقل مدة ممكنة حتى يصل إلى المستويات العالية ثم يساهم في مسيرة التقدم الاجتماعي والاقتصادي.
هذه الآمال حملها ذاك الحوار – الانجاز قبل أربعة أشهر مازلنا نتذكر كيف صدحت حناجر الأطفال لتغني بزهو لأحلامهم في التعلم والمعرفة والسلام والحرية والحياة الكريمة في ظلال اليمن الجديد .. يمن الوحدة والسلام والمحبة والتسامح والوفاق والتعايش والمساواة .زاد من فرحتهم أنهم سمعوا كافة الأطراف تتعهد للشعب بنبذها العنف والحروب والى هنا وكفى اليمنيين شر القتال.
إلا أن شيئا لم يتم .. فهاهم شباب اليوم وقادة الغد يمضون إلى مدارسهم وجامعاتهم بنفس منكسرة وبخطوات بطيئة متثاقلة – كما رأيت وتحدثت مع بعضهم – لا يدري متى ستنتظم الدراسة ¿! وكيف ستمضي أيام السنة ¿! بسبب أزمة لم تنقشع غمتها بعد ..حتى كتابة هذه المقالة(15-9) بقدر ما تلقى بظلالها القاتمة على سماء اليمن ..وصنعاء في القلب منه فيها يسعى دعاة الفرقة والتقسيم لحفر مقابر جماعية لأحلام أبناء الشعب في الساحات والمدارس بعد أن حولوها إلى متارس ومخازن لأدوات الفناء والدمار فيما أولاد شيوخ وساسة الفتنة الجديدة يتواجدون في مدارس وجامعات أمريكا وأوروبا وأسرهم تعيش في قصورهم الفخمة المنتشرة في مدن الثراء العربي والغربي!!.
وفي جمع الوقائع على الأرض كما هي على شاشات الفضائيات يبدو المشهد السياسي اليمني محزن في كل المقاييس لكأن عاصمة اليمن الموحد ليست كما نعرفها فقد تحولت منذ أسابيع إلى مدينة مخنوقة منقسمة تتمدد في أحشائها مظاهر مفخخة بالأسلحة المنفلتة لمليشيات وجماعات العنف والإرعاب..مع انتشار مدرعات الجيش والأمن في مداخلها وأهم مؤسساتها الحيوية حتى لا تقع صنعاء واليمن في الأسوأ ولأننا نتمنى دوما أن نخرج إلى ما هو أفضل وما هو أحسن عبر حل وطني حقيقي يضع حدا للدماء اليمنية البريئة التي تسيل بلا معنى ..هذه واحدة.
وثمة متاعب ثانية تجعل من هذا العام الدراسي صعبا فمن ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي إلى استشراء الفساد والفقر وما أضافته “الجرعة ” من أعباء تتضاعف أثقالها على كواهل الآباء والأمهات بسبب مواجهة طلبات المستلزمات المدرسية وهي قضية قديمة تؤرق كل بيت وأسرة .
وفي ظل تلكم الأجواء الملتهبة والمقلقة لا يسعني إلا أن أقول للسياسيين ..اختلفوا فيما بينكم داخل البيت اليمني ..تحاوروا بالكلام لا بلغة الرصاص واحذروا جنون الاستقوى بالسلاح لفرض رؤية لا تعمر ليلة ولا تدوم طويلا .. دعونا كيمنيين نظهر أمام العالم شعب واحد وقوي له صوت ينبع من عقله ويعبر عن ضميره ويضع مصلحة اليمن فوق المنافع الذاتية ساهموا بأموالكم في التخفيف من تفاقم الأزمة المعيشية .. ابنوا المدارس والمعاهد والجامعات لتزيين عقول أبناء الوطن بالعلم والمعرفة بدلا من تزويدهم بأسلحة القتل والقتل الأخر .
ومطلوب من عمداء وأساتذة الجامعات وسواهم من معلمي وإداريي المدارس والمكاتب أن يخلصوا في أداء واجبهم الوطني في خلق جيل متعلم والتركيز على الأهداف الوجدانية وغرس قيم التربية الوطنية وتحبيب طلابهم على المنافسة الشريفة والإبداع والاعتماد على الذات وشرح أضرار “الغش” في الامتحانات ..ومن قبل ومن بعد ..دعوا المدارس والجامعات للتعليم والتنوير والتطوير وفي سبيل ذلك لا بد من الابتعاد عن السياسة والحزبية والقبلية والعصبية والمذهبية والمناط

قد يعجبك ايضا