تساؤلات ما بعد عودة الجنرالات¿!
عباس غالب
لم يكن مستغربا دعوة المؤسسة العسكرية الأمريكية مؤخرا عودة بعض الجنرالات القدماء الى الخدمة مجددا للاستفادة من خبراتهم المتراكمة في الحروب التي شاركوا فيها في أنحاء عديدة من العالم ومنها منطقه الشرق الأوسط وتحديدا العراق التي تعود إليها القوات الأمريكية أخيرا تحت غطاء محاربة ( داعش ).
وهذا التطور لم يتوقف عند قرار الإدارة الأميركية وإنما تجاوز ذلك إلى عدد غير قليل من الدول الأوربية التي اتخذت هي الأخرى سلسلة من الإجراءات ذات الصلة برفع الجاهزية في مؤسساتها الأمنية والدفاعية مع ما يتطلبه ذلك أيضا من استدعاء قدامى هذه المؤسسة من العسكريين وذلك في إطار ما تشهده العلاقات الدولية من توتر جراء تدهور الأوضاع في عديد المناطق وعلى نحو الخصوص التداعيات الخطيرة في أوكرانيا منذ قيام روسيا الاتحادية بضم جزيرة (القرم) والتدخل في دعم المتمردين شرق البلاد .
والأمر بطبيعة الحال لا يختلف عن ردة فعل إدارة الرئيس الروسي فيلا ديمير بوتين الذي بدا أكثر صلابة تجاه محاولة أوروبا وامريكا فرض عقوبات اقتصادية حيث شهدت روسيا خلال الأسابيع المنصرمة رفع وتيرة الجاهزية القتالية والقيام بمناورات عسكرية وذلك في إشارة واضحة لا تخطئها الدلالة عن الاستعدادات المكثفة لصد أي عدوان على أراضيها .. وهو ـ بالطبع ـ أمر استدعى دعوة قدماء الخبراء العسكريين إلى العودة إلى ثكناتهم في المؤسسة العسكرية الروسية بعد سنوات من التقاعد .
ولا بأس أن أصل بعد هذا الاستهلال إلى التساؤل عن دلالات دعوة الجنرالات العودة إلى الخدمة .. بمعنى آخر هل نشهد تغييرا في رسم خارطة العالم اليوم بعد أن أسهم هؤلاء الجنرالات في تغييرها قبل وبعد الحرب العالمية الثانية ¿ وما مدى تأثير ذلك على الحالة الراهنة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وتحديدا الدول العربية التي تخوض حربا دامية لانهاية لها ¿.
كل هذه التساؤلات مطروحة ومشروعة برسم الإجابة عليها خلال الأسابيع القليلة القادمة من قبل المعنيين بالصراع الدائر في العالم بل لعل الأمر المهم في ان تكون عودة الجنرالات القادمين من التقاعد لديهم الاستعداد للإسهام في المساعدة لتجنيب العالم و الوطن العربي تحديدا من مأزق الاحتراب لكن هذه التقديرات لا تبدو واقعية بالنظر إلى أن دروس التاريخ قد علمتنا بأنه إذا حضر العسكر من الباب خرج السلام من الشباك!