لا حوار ولا تفاهم مع السلاح

واثق شاذلي

مقال


 - 
هل يعقل أن ننفذ قرارات مؤتمر الحوار باستعمال السلاح وهل يمكن أيضا أن نعطل تنفيذ هذه القرارات وباستعمال السلاح أيضا. لقد أثبت مؤتمر الحوار خلال ا

هل يعقل أن ننفذ قرارات مؤتمر الحوار باستعمال السلاح وهل يمكن أيضا أن نعطل تنفيذ هذه القرارات وباستعمال السلاح أيضا. لقد أثبت مؤتمر الحوار خلال انعقاده وما خرج به من نتائج هامة أنه أقوى من الاسلحة بكافة أشكالها ومن القوى المكدسة للأسلحة بمختلف ألوانها, فقد نجح الحوار في إسكات أصوات الأسلحة وهديرها وأحبط مخططات جر الإخوة الأعداء للقتال في ما بينهم , وألجم قوى التنفذ والتجبر والمخططات المضادة وأوقفهم عند خطوط قراراته ونتائجه وجعل منهم جزءا من قوى الشعب المطالبة بتنفيذ قرارات ونتائج الحوار ومع ذلك كنا خلال أيام الحوار نسمع ونقرأ ونتابع التسريبات والهمسات ثم صراحة الأخبار علانية حول قيام قوى عدة بجمع السلاح .
لماذا تقوم هذه القوى بجمع السلاح وخزنه وبكميات كبيرة , أنها بالطبع لاتخطط لاستعماله ضد أعداء الوطن والشعب ( أعداء الخارج) وهم بالطبع لايقولون ذلك ولايشيرون إليه فالدفاع عن حدود الوطن هي مهمة الجيش وكلنا نعرف أن مبالغ ضخمة بل وطائلة وهائلة قد صرفت على شراء أسلحة الجيش المختلفة, وبالرغم من وقوع أحداث كانت تستدعي تحرك الجيش إن لم نقل تدخله في مواجهة تلك الأحداث إلا أن السلطة حينها جنحت إلى السلم وتمسكت بالحوار والمفاوضات وحفظت الأسلحة لقتال الداخل .
جاء مؤتمر الحوار ليصحح تلك المفاهيم الخاطئة وان ما تم شراؤه من أسلحة بدم شعبنا لايمكن أن يتحول إلى سفك مزيد من هذا الدم .
إذن لماذا استمر البعض في جمع السلاح¿ لايعقل أن الهدف هو مجرد الجمع والتباهي به وخزنه في المستودعات حتى تذهب فعاليته ويتحول إلى ( خردة) . المشكلة الكبرى لدينا أن السلاح أصبح تجارة كبيرة بل ضخمة وعظيمة ولكي تستطيع رساميل السلاح الحركة والدوران لتحقيق الأرباح الهائلة من ورائه فلابد من استعماله, ومع أن هذا الاستعمال مقصور على الداخل فلابد من معارك وقتال ودمار واستهلاك للسلاح وتصريفه ومواصلة السعي لتهريب الأسلحة الجديدة وشرائها من الخارج أو حتى من الداخل, وقد استعمل السلاح لتفجير أوضاع معينة واستعمل أيضا بزعم حل تلك الأوضاع , إنها لعبة تجار الحروب والأسلحة , فكيف نخاطب هؤلاء وهم يعرفون أن لعبتهم الجهنمية لايمكن لها أن تتم إلا بقتل أبناء وبنات الوطن ودمار ممتلكاته .. كيف يمكن لنا الزام هؤلاء بالحوار وتنفيذ مقرراته وهم يستمعون الينا من وراء ترسانات أسلحتهم.
في عمود الأسبوع الماضي تحدثنا عن ضرورة تمسكنا بالحوار وإدانة وعزل كل من يلجأ إلى السلاح لحل مشاكلنا وقلنا بضرورة تنفيذ ما هو تحت أيدينا من مكاسب للناس .
لابد لنا من إجماع وطني يجبر كل القوى المسلحة والتي بدأت في جمع السلاح على تسليم هذه الأسلحة للدولة على أن تشارك في بناء الوطن بالأسلوب الذي أكده الدستور ونصت عليه القوانين, ألا يكفي ما تم زرعه من ألغام في مختلف أرجاء الوطن .. مازالت تتفجر فينا حتى اليوم !
إذا نجحنا في فرض الحوار أسلوبا لمناقشة أمور الناس والوطن وحل قضاياهم وإذا ما أخمدنا نار الأسلحة فلابد من التعجيل بإنجاز ما ينفع الناس مهما صغر.. بالمناسبة.. يتم الان في عدن العمل على توزيع المساكن الخاصة بذوي الدخل المحدود والشباب. حققوا رجاء لنا هذا المكسب ولكن بشفافية وإعطاء الحق لأصحابه لايعقل أن تكون من بين الشروط المطروحة من قبل السلطة أن يدفع الحاصل على شقة مبلغا يتراوح بين(800 ) ألف ومليون و(400) ألف ريال كدفعة أولى, كيف نطلب من محدود الدخل دفع مثل هذا المبلغ .
حول … مليونيرات الدخل المحدود … سنحاول طرق الموضوع ووضع النقاط فوق الحروف.
Wams2013@hotmail.com

قد يعجبك ايضا