زمن .. كان..!
محمد المساح
* لا تدري بالطبع.. وأنت تسير في درب القرية.. أو درب المدينة.. في أي بلد من بلاد الفقراء في هذا العالم العجيب! لا تدري بالطبع.. وأنت تسير مع قليل من الكسب والغنم باحثا مع القطيع.. عن مكان للعشب أو الحشيش تسير مع ذلك القطيع وأنت في تحديق عميق ومركز.. أين الحشيش وإين العشب ! لا تدري بالطبع وأنت في عميق إهتمامك أن تنخفض رؤؤس الأغنام والكسب وقد وجدت الحشيش والعشب وقرت تلك القطعان.. ! لكنك .. وأنت تلاعب عصاك في الهواء.. تنظر محتارا.. أين العشب.. وأين الحشيش.. الموسم تأخر.. والسماء صافية ولا غيم هناك ولا مطر..! تتنقل عيناك على القطيع.. كسب وغنم الأغنام تتقافز على الأشجار تتسلق بالأيدي والأرجل.. ما أستطاعت إلى ذلك سبيلا. قد تلامس بحسب الغزيزة والجوع بعض ورق أخضر تتناوله من بين الشوك وقد لا تجد في تلك الأغصان.. غير شيء مجرد.. فتتقافز بطبيعتها.. إلى أشجار أخرى.. تحاول بحسب الغزيزة والجوع البحث عن ورق.. ولو كانت ورقة أصابها الاصفرار لكنها مازالت تحمل في نسقها شيئا ما يجعل الغنم في حالة قفز.. وحالة البحث اليائس عن مجرد ورقة تشبع بداية المعدة.
أما الكسب فتظل كعادتها.. تحفر بأضلافها وجه الأرض علها تتحصل على نبت قد يبس ولكن في نسقه قليل من الأخضرار حتى يهل الموسم ويسقط المطر.. تسقط عصا الراعي مزهوة وفرحة باخضرار الأشجار والأوراق..!