الفقر .. (2)

فكري قاسم

—————الفقر هو أن تتعطل عليك الثلاجة أو الغسالة وتحمل أيا منهما إلى أقرب محل إصلاح ثم تتركها طويلا هناك لا تعود إليه لأخذها إلا وقد نشر إعلانا مصحوبا بصورة الغسالة تبعك يطالبك أنت وجملة من الناس الغلابا أمثالك بسرعة المجيء لأخذ أجهزتكم وتسديد مبالغ ” التصلوح”التي عليكم لأنه أفلس ما لم فإنه سيبيع كل الأجهزة الموجودة لديه ويسدد بقيمتها ديون إيجارات المحل التي تراكمت عليه¿!
الفقر هو أن يخرب المطر سقف بيتك ولا تستطيع إصلاحه أو إيقاف المطر عند حده .إذ أن كل الذي تستطيع فعله حيال ذلك هو “البرطعة” وراء مسؤول ما لمساعدتك أو اقناع نفسك بأن المرقد الحقيقي هو القبر.
الفقر هو أن تكتب عن فساد في سوق “السمك” وتمر من أمام “الحيتان” الكبيرة مرور الكرام. وقمة الفقر أن نكون في دولة بحرية ولانجد السمك بل نجد جبابرة البحر ونضرب لهم تعظيم سلام.
الفقر هو أن يعلن التلفاز في العيد الوطني عن خطاب هام للرئيس فتحجز لنفسك مكانا استراتيجيا أمام الشاشة وتظل طيلة وقت الخطاب تنتظر – بفارغ الصبر- قرارا يعيد للعملة اعتبارها أو يقضي بمجانية التعليم والصحة ولكنك لا تسمع غير بشارات الحرب تتقارح مجددا .
الفقر هو أن تنظر إلى الضيوف الذين قرعوا باب بيتك وكأنهم مشاهد من فيلم رعب. وتجد نفسك فجأة وقد تحولت إلى خطيب مسجد يوزع الموعظة لأطفاله بصوت مسموع- لعل الضيوف يسمعوه ويفتهم لهم – وهو يصرخ بلهجة متشددة : قال الله.. قال الرسول .. قال الصحابة أجمعين الضيافة يومين ثلاث أيام أما ثمان يا تعب حالي.
الفقر هو أن يتفركش مشروع زواجك أو مشروع دراستك أو مشروعك الشخصي أو حتى مشروع المياه بسبب فواتير تراكمت عليك وطرحتك أرضا وبالضربة القاضية.
Fekry@gmail.com