رسالة إلى روح النمر !!!

عبدالرحمن بجاش


 - من منا يكره الإطراء الصادق ¿ , من منا يخاصم كلمة الشكر حين تأتي في وقتها, ومكانها المناسبين , لتوي أحس بقلبي ينط فرحا بكلمات من القلب لزميل وصديق عمر د . حسين العواضي من شكلتنا معا حواري صنعاء القديمة, العابقة بكل جميل , أزقتها , طرق
من منا يكره الإطراء الصادق ¿ , من منا يخاصم كلمة الشكر حين تأتي في وقتها, ومكانها المناسبين , لتوي أحس بقلبي ينط فرحا بكلمات من القلب لزميل وصديق عمر د . حسين العواضي من شكلتنا معا حواري صنعاء القديمة, العابقة بكل جميل , أزقتها , طرقاتها , قهاويها , شعيرها صحة وهناء , عترها , وعلي بلابله ذلك الجميل الذي كبر قبل الأوان, وذهب قبل أن يشهق الصبح , لا أدري كيف ذهب نظري سريعا إلى المساحة الوسطى بيني وبينه على هذه الصفحة حتى تسمرت روحي فأجلت فرحتي بقلم حسين , قلت : هي هكذا حياتنا إذا رأيت حتى أنت نفسك فرحا كسرتها بل وصرخت في وجهها!! , لكن هذه اللحظة تستحق أن أصغي لحزني وحزن حسين وحزنكم على رجل من العامة لم نسمع به ولم يشهره الآن سوى موته , وأي لحظة كارثية أن يشهر الناس موتهم , محمد سعيد عبدالوهاب النمر عرفنا به استشهاده بالأمس الأول ولولا موته لما عرفناه !!! , سائق سيارة الإسعاف الذي استشهد وهو يحمل المصابين ومن سقطوا وحرام أن يسقطوا هنا في الزمان والمكان غير المناسبين ,يا حزني على الجميع مواطنين وجنود كانوا جميعا في الشارع جوعى !! , وانظر كيف نتحول إلى (( عاري على مخلوس )) , النمر لا تدري حين خرج من بيته هل ترك لأولاده حق الغداء , هل لحقه أصغر أولاده وقد هرب منه لأن لا فلوس في جيبه يمنحه مصروف اليوم , هو الرجل هل كان جائعا أو شابعا حين استشهد ومن سقطوا كلهم يمنيين بسطاء , معظم الوقت لا يدرون لم سقطوا !! , شيء واحد يحسونه (( الجوع )) , وجيوب فارغة , وأفواه حين تسقط تسد رمق البطون بالتراب الذي نحن منه إليه , لكننا نسقط عليه قبل الأوان , فيا أيها اليمنيون جميعا قفوا في وجه الرصاصة الأولى التي تودي بحياة وطن , اصطفوا في وجه الاقتتال , ويا أدباؤنا دبجوا القصائد حماية لأرواح أطفال النمر وغيره باحتفالكم بالحياة الأفضل والأجمل , ويا رسامينا هبوا إلى الجدران, ارسموا الفرح , ارسمو مشاقر صبر , وبن صعفان , ورمان صعدة ,وعنب الروضه, اقتلوا البشاعة بالريشة, ويا مدارسنا انشروا تلاميذكم في الشوارع يرسمون الورود , والحمام , وشلالات الماء , وزنينة المطر , ويا عشاق الفجر من حملة الكاميرا التقطوا صورا لأولاد النمر ذلك السائق الطيب الذي لا يعرف الأحزاب , ولا من هي النخب, ولا من هم الزعماء, يعرف شيئا واحدا هو اليمن وسيارة الإسعاف الذي بها ينقل آلام الناس وحرمانهم إلى السرائر البيضاء, ولم يكن يحلم, ولا يدري أنه سيكون ضحية لقلة العقل , وقلة العقل رصاصة أنهت روحه وكشفت الغطاء عن رؤوس أولاده , ويا نساء اليمن اخرجن إلى الشوارع ومن أسقف بيوتكن زغردن للحياة , حنين أيادي رجالكن وقلن لهم احملوا أغصان السلام بدلا عن السلاح , قلن لهم : اقهروا الخوف والجوع بنبذ الرصاصة التي قتلت النمر وكل من سقط وهو يظن أنه يدافع عن بلد , ويا محمد سعيد عبدالوهاب النمر معذرة فقد خذلناك, خرجت تبحث عن لقمة الأولاد لتلقى الرصاص ……لا أجد ما أواسي به أولادك وزوجتك , أمك وأبيك سوى التأكيد أننا كما نحن سننساك , فسننشغل باللاشيئ , ويا بلدا رجاء تحول إلى وطن, من أجل أولاد النمر ….سلام على روحك يا صاحبي وأنا لم يعرفني بك سوى موتك …شكلك ساتخيله, وردة, قلم,ريشة, حمامة سلام….. نداء إلى اليمنيين (( تحاوروا )) لا تفقدوا عقولكم …

قد يعجبك ايضا