أنسنة الموت
محمد المساح


تتسارع الأحداث دوما تتسارع وتتكاثف بشكل عاصف حتى لا يكاد يستقر منها في الذاكرة إلا نتف أطياف لأحداث غابرة رغم أنها نفسها أحداث اليوم والأمس واللحظة.
هذا ما يوضحه الكاتب والأديب العماني (سيف الرحبي) في مقال له وبعنوان عندما يتأنسن الموت.
ويذهب في القول: لا يكاد الحدث في هذا الموكب المندفع نحو هاوية النسيان حتى ينبثق حدث آخر ونزلة أخرى.
أحداث ووقائع سياسية واقتصادية اجتماعية وثقافية.
السياسة طبعا هي محل الصدارة والسيادة والهيمنة وبصفتها التعبير المباشر عن الصراع الاقتصادي.
كما أن الحرب هي التعبير والاستمرار المكثف للصراعات السياسية والعقائدية أخذت منحى العنف العاري وأدواته وفصاحة هذه الأدوات التي يحل صليلها محل أدوات الخطاب وصليله حيث يبقى هذا الأخير تابعا وشارحا جلبة المذبحة وصراخ الضحايا والأبرياء مسوقا كل طرف شرعية القتل أو الشهادة التي يقوم بها ضد الأطراف الأخرى من أبناء جلدته وعائلته وقضيته في الحالة العربية الراهنة وجوارها القريب.. أو ضد عدو فيه من صفات الوهم والاستيهام أكثر من تشخيص الواقع والحقيقة وتبقى أطنان الخطابات والمسوقة على نحو مخيف وكابوسي لفرقاء تلك البلدان التي يراد لها أن تكون خالية من الوزن الحضاري والمعرفي والإنساني.
وأن تستمر ببقاء ذلك التذاكي والتفاصح والدوران في خواء الكلام وفراغ اللغة المهانة والمعذبة مثل بشرها علامة الإنحدار الأكيد.
