مرحى يا عراق

أ.د عمر عثمان العمودي

 - 
العراق لمن لا يعرف العراق هو من البلدان المحورية في منطقة الشرق الأوسط قديما وحديثا كان قديما يسمى بلاد ما بين النهرين أي دجلة والفرات أرض النماء والخصوبة

العراق لمن لا يعرف العراق هو من البلدان المحورية في منطقة الشرق الأوسط قديما وحديثا كان قديما يسمى بلاد ما بين النهرين أي دجلة والفرات أرض النماء والخصوبة والخيرات والحياة المزدهرة بلاد لها تاريخ مجيد وحضارة وثقافة ومدنية عريقة تمتد جذورها إلى آلاف السنين قبل الميلاد, قامت فيها دول عديدة اشتهرت بقوتها ومنعتها ومنجزاتها المثيرة للإعجاب والتقدير في كل مراحل التاريخ الإنساني ولا تزال آثارها المجيدة إلى يومنا الحالي تشهد بذلك, وفي كل مجالات وميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما يرتبط بها من نظم وقوانين وفنون وآداب وهي من أولى الدول التي عرفت وابتكرت الكتابة والتدوين في تاريخ العالم القديم وكانت هي ومصر وبلاد الشام واليمن العربية السعيدة مهد أول حضارة راقية ومزدهرة عرفها العالم واستفادت واستنارت بنورها ومعارفها ووسائلها وأدواتها الحضارات الدولية التالية لها واللاحقة عليها وصولا إلى حضارة عالمنا المعاصر.
عرفت العراق قديما دولا عديدة أبرزها دول سومر في جانبها الجنوبي ودولة بابل الأولى في وسطها الجنوبي ثم دولة آشور في الوسط الشمالي وأخيرا دولة بابل الثانية (الكلدانيون) في وسط العراق وكان للعراق قديما مثل ما لغيرها من الدول الأخرى من حيث الحيوية والقوة والنفوذ والفتح والتوسع ومن حيث الضعف والانكماش والتراجع عرفت مثل غيرها من الشعوب الأخرى المد والجزر والنفوذ والسيطرة على الغير ومن الغير كذلك بفعل الظروف وعوامل الزمن والأقدار المتقلبة.
فقدت في نهاية النصف الأول من القرن السادس قبل الميلاد استقلالها على يد الدولة الأخمينية بقيادة الملك قورش القومي الفاتح بعد أن نجح ذلك الفاتح الباسل في القضاء على كل من دولتي ميديا في وسط وغرب بلاد فارس ودولة لميديا في شمال غرب فارس وكان قبل هذا النصر عبارة عن وال أو أمير لدولة ميديا في شرق بلاد فارس ومنطقة بلاد كابل الأفغانية حاليا وقد وصلت جيوشه عبر العراق إلى غرب بلاد الشام وإلى حدود مصر التي وصل إليها ابنه من بعده المسمى قمبيز وأخضعها لحكمه وسيادة دولته وبعد هذه الدولة (الأخمينية) جاء وظهر حكم آل ساسان الفرس الأول والثاني واستمرت تبعية العراق للدولة الفارسية التي نقلت عاصمة وحاضرة ملكها من بلاد فارس إلى داخل العراق لأسباب سياسية واجتماعية وعائلية وأخذت هذه العاصمة الجديدة اسم ومسمى المدائن وهي في الوقت الحاضر ضمن إطار وحدود مدينة بغدادولم يتحرر العراق من الحكم الفارسي إلا على يد الفاتحين العرب حملة رايات الإسلام ومبادئ وتعاليم وقيم الدين الإسلامي الحنيف وبعد أن تحقق لهم النصر والتوفيق من الله تعالى, إذ تم على أيديهم هزيمة الدولتين الأعظم في ذلك الوقت وهما الدولتان الفارسية والرومانية البيزنطية وفي وقت واحد وتحررت بالإسلام وجنوده المجاهدين بلاد العراق والشام ولا غالب إلا الله.

قد يعجبك ايضا