اليمن.. بين أمل الإنقاذ أو الذهاب إلى المجهول

أحمد الزبيري

 - 
اليمن يمر بلحظة حرجة وعلى من أوصلوه إلى حافة الهاوية أن يحكموا عقولهم بدلا من الاندفاع بقوة أوهام نزعاتهم المريضة التي جعلتهم يرون في أنفسهم محور كل شيء في هذا البلد الذي أوصلوه

اليمن يمر بلحظة حرجة وعلى من أوصلوه إلى حافة الهاوية أن يحكموا عقولهم بدلا من الاندفاع بقوة أوهام نزعاتهم المريضة التي جعلتهم يرون في أنفسهم محور كل شيء في هذا البلد الذي أوصلوه بحروبهم وصراعاتهم وفسادهم حافة هاوية إذا انزلق إليها فسوف يتبعثر إلى مزق وأشتات لا يمكن لملمتها لأن الرياح الهوجاء التي ترتفع وتيرة سرعة هبوبها على المنطقة ستأخذ اليمن واليمنيين إلى المجهول وإلى مجاهيل الصراعات المناطقية والطائفية والمذهبية وسيتوهون في متاهات لا نهاية لها.
ولهذا علينا كشعب أن نقف مع أنفسنا وحاضرنا ومستقبلنا الذي كما هو واضح وجلي لا يعني قوى الصراع والهيمنة والنفوذ ولا حتى النخب السياسية والحزبية التي في غالبيتها صارت في حالة تبعية تدور في أفلاك أقطاب راكمت بيدها في الماضي السلطة والثروة وتعمل بكل ما تملكه من مال وولاءات وخبرات تآمرية وتخريبية وتدميرية على إبقاء أمور اليمن وأبنائه في انحدار تنازلي في اتجاه الهبوط دوما من السيئ إلى الأسوأ سياسيا واقتصاديا وثقافيا والأخطر أمنيا مستخدمة كل الشروط التي جاد بها تاريخنا وزماننا العربي والإسلامي الذي بلغ بانحطاط هذه الأمة إلى الدرك الأسفل إذ لم يسبق لأمة أن سفك أبنائها دماء بعضهم البعض في اقتتال عبثي وعدمي وتحت شعارات دينية وطائفية لم تنتج إلا الغلو والتطرف والإرهاب ونشر الخوف والذعر والموت الذي يتخذ بصورة متزايدة المذابح الجماعية وكل هذا ما كان له أن يكون لولا أن بعض القوى الداخلية والإقليمية والدولية ترى في كل هذا وسيلتها وورقتها الرابحة لتصفية حساباتها وتحقيق مصالحها المتعارضة مع مصالح الأوطان والشعوب.
نحن في اليمن اعتقدنا أننا قد نجونا باختيارنا التسوية السياسية التي حاملها المبادرة الخليجية وازدادت ثقتنا بحكمتنا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل واعتبرنا أن مخرجاته طوق نجاتنا وتغنينا بذلك ومازلنا متوهمين أننا نقدم نموذجا لمن حولنا وهاهو هذا النموذج يوشك أن ينهار على رؤوسنا جميعا لنكتشف بعد فوات الأوان أن كل ما أنجزناه وحققناه من نجاحات لم يكن إلا محض سراب ولو حصل ما نتوقعه فإن جل ما فعلناه هو أننا أجلنا الانفجار ليكون أشد وأكثر مأساوية ممن سبقونا.. فهل نتدارك الخطر.. هذا يحتاج إلى ما يشبه المعجزة بعد أن وصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه من تحشد وتمترس وعöناد وعöناد مضاد.. ومع ذلك يبقى الأمل في أن تصحوا ضمائر من أوصلونا إلى هذا المنزلق الخطير ويتغلب أصحاب الرؤوس الحامية على أحقادهم وأنانية مصالحهم الضيقة ويختارون الوطن والسلام والوئام من أجل أنفسهم ومن أجل الشعب ومن أجل غد أجمل للأجيال القادمة ليرحمهم الله ويذكرها لهم التاريخ أو يلعنهم إلى أبد الآبدين.

قد يعجبك ايضا