حتى لا تسقط الثورتان
احمد الكاف.

حقيقة تمثل الثورة اليمنية الأم سبتمبر وأكتوبر نبراسا أضاء لنا الطريق نحو التحرر من أعتى نظام إمامي كهنوتي ونظام استعماري بغيض ذلك أن هذه الثورة مثلت اللبنة الأولي لبناء دولة المؤسسات الدستورية ودولة النظام والقانون وفعلا غيرت الثورة اليمنية واقعنا الاجتماعي والسياسي ورغم الأحداث التي عصفت بالوطن آنذاك كادت الجمهورية أن تسقط وكاد المستعمر أن يعود من النافذة بعد أن طردناه من الباب عير أننا انتصرنا لثورتنا بتلاحمنا وصمودنا في ظل طموحاتنا وآمالنا في تحقيق أهداف الثورة رغم جسامة الأحداث آنذاك طبعا والتي ساهمت الحرب الباردة في احتدامها ومع سقوط أحد قطبي الصراع الدولي أشرقت في سماء وطننا مرحلة أخرى من حياتنا إنها مرحلة وحدة الوطن أرضا وإنسانا بعد معاناة من من التشطير والتمزق ومآسيهما وزاد من الزخم الوحدوي انتهاج النظام الديمقراطي والذي طوينا من خلاله صراعا سياسيا مريرا ومكايدات حزبية عفنة غير أن استغلال البعض للنهج الديمقراطي لتحقيق طموحاته السلطوية أعادنا إلى المربع الأول مربع الحكم العائلي الثاني والذي ساهم في تثبيت التسلط السلالي من جديد وإن كان بلباس ديمقراطي شكلي وحدث ما حدث غير أن عاصفة التغيير هبت على الوطن من جديد فكانت ثورة 11 فبراير 2011م أملا متجددا لتغيير واقع حالنا بيد أن عودة الصراع السياسي وعدم التزامنا بتنقيذ مخرجات الحوار ضاعف من احتدام الخلاف مما مكن بعض الطامحين لعودة الحكم العائلي الأول من تنفيذ طموحاتهم وأمالهم ومن خلال التوسع والامتداد على حساب خلافاتنا وصراعاتنا رغم مشاركتهم في الحوار الوطني الشامل وبدلا من الالتزام بمخرجات الحوار والنهج الديمقراطي كان إسقاط المدن في ظل الانفلات الأمني والمكايدات السياسية القشة التي قصمت ظهر الوطن وأثكلت المواطن الغلبان وبما أننا نجرع شعبنا عقب كل أزمة وجد هؤلاء ظالتهم في الجرعة مع أن ما خفي كان أعظم وفي خطوة توقعناها عقب الجرعة الأخيرة حشد هؤلاء جموعا غفيرة وإن كانت ليست على خطاهم حاصرت صنعاء عاصمة الثورة والجمهورية والوحدة ليس بدعوى إسقاط الجرعة أو الحكومة وإنما لحاجة في نفس يعقوب يعرفها الجميع ويدركها الكل وهاهم يسعون للتصعيد وإدخال الوطن في نفق مظلم ومخاطر لا يحمد عقباها .
بيد أن وطننا اليوم وإن كان على مفترق طرق فلا التغيير الحقيقي حصل ولا استفاد الجميع من الأحداث غير أن الأمل مازال يحدونا في إخراج الوطن من أزماته وتحقيق أهداف الثورتين الخالدتين ولن يتحقق ذلك إلا من خلال التزامنا جميعا بمخرجات الحوار فعلا لا قولا حقيقة لا مزايدة وفي إطار توافق سياسي واصطفاف وطني سياسي واجتماعي يلبي طموحات وآمال الشعب أهداف الثورتين اليمنيتين سبتمبر واكتوبر وثورة 11 فبراير وما لم يتحقق ذلك فعلى الوطن والجميع السلام واشتدي أزمة تنفرجي لا تنفجري وهذا ما نتمناه .
