عبدالله باذيب!!

حسين محمد ناصر


 - 
في اليوم الذي أعلنت عدن فيه وفاة المناضل الوطني الكبير (عبدالله عبدالرزاق باذيب) كا

في اليوم الذي أعلنت عدن فيه وفاة المناضل الوطني الكبير (عبدالله عبدالرزاق باذيب) كان الرئيس سالم ربيع علي يشارك في إحدى قمم كوالامبور التي تضم عددا كبيرا من رؤساء دول عدم الانحياز ومن هناك بعث باسمه وأعضاء الوفد برقية عزاء إلى الأستاذ علي باذيب, عندما وصل إلى مطار عدن بعد تلك المشاركة استقل سيارته متجها من المطار إلى منزل الفقيد الكبير مقدما واجب العزاء في بادرة إنسانية تعكس علاقته بالفقيد وتبرز مكانة باذيب الوطنية النضالية.
لقد صادف يوم 16 أغسطس الماضي مرور (38) عاما على وفاة المناضل الكبير عبدالله عبدالرزاق باذيب وربما كان الظرف الدقيق الذي يعيشه حاليا الوطن قد حال دون احتفال الحزب الاشتراكي اليمني بهذه المناسبة ومعه كل الوطنيين والثوار, ولذلك نبرز بعجالة بعضا من كفاح الفقيد في سفر نضال عمد بالدم للانتصار للثورة وتحرير الوطن من دنس الاستعمار البريطاني.
في عام 1931م ولد الفقيد وحينما بلغ السابعة عشر من عمره شارك في أول مظاهرة سياسية طلابية تشهدها عدن والمحميات تأييدا للشعب الفلسطيني الشقيق وقد نمت مشاركته هذه عن سعة أطلاعه ومدى إلمامه بقضايا الوطن العربي والعالم ثم انتقل إلى العمل في المجال الصحفي ليصدر صحيفة المستقبل.. صحيفة وطنية متميزة بأفق جديد يتسع للوطن كله متخطيا النظرات الضيقة والعنصرية… وخلال الفترة من 49-1955م عمل سكرتير تحرير صحيفة (اليقضة) و(الجنوب العربي) و(البعث) و(الفجر) و(الفكر) وعندما كتب مقاله الشهير (المسيح الجديد الذي يتكلم الانجليزية) بادرت سلطات الاحتلال لمحاكمته بتهمة التحريض على الثورة وتعريض المصالح الاستعمارية إلى الخطر فكانت هذه المحاكمة أول محاكمة لصحفي يمني أمام المحاكم الاستعمارية الانجليزية.
وفي إطار نشاطه الحزبي قام عام 1961م بتأسيس حزب الاتحاد الشعبي كأول حزب “تنظيم” ينتهج الفكر الاشتراكي العلمي. وفي 10/12/63م تم اعتقاله عقب حادث انفجار قنبلة المطار الشهير وكان اعتقاله الثاني عقب حركة 20 مارس 1968م, وأول منصب رسمي تولاه الفقيد كان في ديسمبر 69م كوزير للتربية والتعليم.
في الساعة الثالثة عصر يوم 17 أغسطس 76م تم تشييع جنازة الفقيد في عدن بعد أن أعلنت اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الحداد العام وتنكيس الأعلام لمدة أسبوع تم خلالها إلغاء كافة الاحتفالات الرسمية والشعبية في عموم البلاد.
تحدث عن الفقيد الراحل الكثير من زعماء الأحزاب العربية والعالمية وعددوا مناقبه وصفاته النضالية الوطنية وعبروا عن الخسارة الكبيرة التي مني بها الوطن بوفاته.
قال الشهيد عبدالفتاح إسماعيل: “في الوقت الذي كان فيه القادة التقليديون يكتفون بالمواقف الوطنية المتذبذبة والضعيفة كان الراحل سباق في الرفض الديالكتيكي بين المواقف “النضالية” الوطنية والتضامن مع كفاح الشعوب وفي الوقت الذي وقف فيه البعض مشككا بثورة 14 أكتوبر كان الرفيق عبدالله باذيب يقف إلى جانبها ويرى فيها اللغة الوحيدة التي يفهمها المستعمرون”.
هوامش
لقد علمنا المناضل عبدالله باذيب أن الحب الحقيقي والحب الأكبر هو حب الشعب والوطن وأن انتصار الحق حتمي والباطل لا يسود مهما طال به الزمان – سعيد عولقي.
كانت حياة الفقيد باذيب قصيرة لكنها كانت مليئة بالنضال والتضحيات ناضل بدأب فكان القلم والكلمة زاده والفكر شعاعه والشعب قضيته والاستعمار والاقطاع والبرجوازية أعداءه – سالم الحاج.
الدور القيادي الذي قام به الراحل في أول تظاهرة طلابية يعد أصدق الأدلة وأكثرها عمقا في حقيقة ما كان يمتاز به من خصائص وسمات أخذت تتجسد وتنمو وتكتمل ليصل إلى مكانة بارزة في مجال النضال بالكلمة الشريفة والحرف كواحد من أكثر الأصوات الصحفية قوة وصدقا وإيمانا بالوطن – القرشي عبدالرحيم.
لقد عرفنا الفقيد ليس فقط ذلك الوطني والثوري والقائد, وإنما عرفناه أيضا ذلك الصحفي والإنسان الذي وقف إلى جانبنا في استخلاص حقوقنا من ملاك المطابع منذ أن بدأ يشتغل في الصحافة شابا – عمال مطابع عدن.

قد يعجبك ايضا