مهرجانات الصيف !

يكتبها : علي بارجاء

 - ■  صنعاء العاصمة هذه المدينة الباردة تحتفل بالصيف جميل أن نحتفل ونبتهج لنتناسى همومنا جميل أن نغنöي بعد أن بكينا طويلا وكثيرا. جميل أن نزهر ونزدهر بعد أن أمحلت قلوبنا
■ صنعاء العاصمة هذه المدينة الباردة تحتفل بالصيف جميل أن نحتفل ونبتهج لنتناسى همومنا جميل أن نغنöي بعد أن بكينا طويلا وكثيرا. جميل أن نزهر ونزدهر بعد أن أمحلت قلوبنا وجفت أرواحنا من صراعات لم نحصد من تفاقمها إلا البؤس. من حق صنعاء أن تحتفل. ولكن ليس من حقنا أن لا نشهد في غيرها من عواصم المحافظات احتفالات مشابهة لتبتهج هي الأخرى فهي محرومة منذ زمن من الابتهاج ولم ترتسم على شفاه صغارها ابتسامة منذ بضعة سنين. مهرجان (البلدة) الشهير في مدينة (المكلا) عاصمة حضرموت, أو عاصمة إقليم حضرموت المنتظر الذي يبدأ في الخامس عشر من يوليو لم يتم في هذا العام والعامين أو الثلاثة الماضية. وحلت محله مهرجانات الرعب والخوف التي تحصد فيها الأرواح على لعلعات الرصاص ودوي الانفجارات.
حضرموت احتفلت في صيف هذا العام, وفي شهر (شوال) بخاصة بطريقتها وكعادتها في هذا الشهر بأعراس أبنائها وبناتها, وبتلقائية ومن غير بذخ وإسراف, وبلا لجان ولا مليارات ولا تبديد للمال العام الذي أصبحنا بحاجة إلى كل فلس منه لصرف مستحقات متأخرة لموظفي الدولة ناهيك عن رواتبهم.
تعرف حضرموت كيف تحيل هذه الأعراس إلى مهرجانات تعكس تراثها الزاخر حين ترتبط أفراح الأعراس فيها بالأناشيد والرقصات المختلفة والمواكب والاجتماعات التي تتنوع وتتعدد بتنوع وتعدد مراسيم الأعراس فيها سواء للرجال أو النساء هكذا تغلبنا على أحزاننا, واجتمعنا وابتهجنا على المحبة والألفة والخير ورغم كل ما حدث وما يحدث لنا من تخويف وإقلاق يزعزع أمننا وسكينتنا ويجعلنا عرضة للموت بلا سبب ومن غير ذنب اقترفناه سوى أننا أهل سلام ولا نحمل لغيرنا غير السلام. فإذا سلمنا من طرف ما لم نسلم من سيارات الجيش وأطقمه ومصفحاته التي لا تعرف غير السير بسرعة البرق وصارت تستخدم إطلاق الرصاص في الهواء عوضا عن استخدام الأبواق لتفسح لها الطرقات فلا مناص وهي في سرعتها الجنونية هذه أن تثير الرعب وأن تدهس في طريقها السيارات والدراجات النارية التي من حقها أن تستخدم الطريق وبخاصة أنه قد نتج عن تلك السرعة الضحايا والمصابون من أبنائنا. الجيش الذي شعرنا ببعض الأمان بوجوده وانتشاره ينبغي أن يعرف ويفرöق بين خصومه وأصدقائه, فلا يوقöف مواكب الزواج ليفتشها في النقاط التي تقام وسط المدينة فيؤخöرها عن الحركة فثمة فرق بين من يتربص بهم وبين من يلقي عليهم التحايا ويبارك يقظتهم وحرصهم على أن يسود الأمان, ويعم السلام بين الناس الذين هم أحرص منهم عليهما في كل حين.

قد يعجبك ايضا