دروس مجانية

خالد الصعفاني


 - اليمنيون اليوم في مرحلة مفصلية من عمر اليمن المطلوب فيه أن يكون جديدا .. والمفصل هذه المرة ليس الرسغ او المرفق بل الورك نفسه حيث يمكن ان ننتصب كبلد أو أن نظل منحنين للأسفل ..
اليمنيون اليوم في مرحلة مفصلية من عمر اليمن المطلوب فيه أن يكون جديدا .. والمفصل هذه المرة ليس الرسغ او المرفق بل الورك نفسه حيث يمكن ان ننتصب كبلد أو أن نظل منحنين للأسفل .. اتممنا جانبا مهما من الشوط النظري لليمن الحديث بعد المبادرة وهيكلة الجيش ومؤتمر الحوار ومشروع ألاقلمة بمعادلة ( واحد يساوي ستة زائد مدينتين مستقلتان اداريا) .. أقول قطعنا مشوارا مهما لكن الاهم في ذلك الإنجاز النظري هو إتمام باقي تفاصيل الصورة عبر عناوين واليات المرحلة القادمة المتصلة بمطالب وحلول ملفات جنوب الجنوب وشمال الشمال وافكار بناء اليمن الحديث القائم على عكازي المدنية والعدالة ..
.. وحين يكتمل المشهد النظري سيكون علينا جميعا جر مقطورة البلد الى حيث يمكن ترجمة النظري إلى عملي والكلام الى أعمال والأقوال الى أفعال وهذا هو الاهم من أي مهام تحقق .. وفقط هنا سنكون جميعا سعداء بيمننا المدني والعادل والذي هو للجميع بأقاليم ستة او بدون , لا يهم لأننا عرفنا ما نريد وبدأنا نعمل من أجل ذلك ..
.. لا نريد من معارضة اليمن بالأمس سلطة اليوم أن تمضي في أخطاء من سبقوا .. البتر غير ممكن وسياسات العزل ليست إيجابية ولا ممكنة والخلوة التامة بالسلطة لن تتم الا عبر صناديق الاقتراع .. ولأنه لا طرف يملك ذلك حاليا فلا أفضل من اتفاق الفرقاء على التعاون من أجل بناء البلد لا تقسيمه , وتقويته لا إضعافه .. والأقلمة ليست العلاج الشافي أن لم تسبقها خطوات كفؤة لتقوية المركز وإدارة المشهد بحكمة وعلم ومعرفة وتوازن .. توازن عقلي وإداري وليس توازن مصالح وتمثيل كما جرى في السابق ..
في سوريا اشترك النظام الذي يدعي حب الوطن مع المعارضة التي خرجت عليه بادعاء حب الوطن اشتركا في ذبح الوطن السوري من الوريد إلى الوريد .. وكله من أجلك يا سوريا لنا في ذلك عبر ودروس مجانية ونحن نتقاسم حشود الشارع واخراج المجاميع إلى الشارع حيث مصالح الناس ..
.. في العراق شهدنا على سنوات أربع من النهج التقاسمي القائم على معادلة المحاصصة فاكتملت صور الطائفية وأضحت الحكومة عدو اغلب الشعب العراقي والنتيجة ماذا ¿ .. داعش يقتطع الوصلة الاكبر من البلد وباقي الارض على صفيح ملتهب وساخن .. تعلموا من الدرس والان يحاولون اصلاح الخطأ لكن الكلفة كانت قد كبرت والفاتورة ستكون باهظة .. نريد ان نتعلم من ذلك درسا مجانيا ولا داعي للمرور عبر ذات الطريق الصعب .. ودائما الفطن من تعلم من تجارب غيره ..
أخيرا:
.. الدروس كثيرة وأجمل ما فيها أنها بـ ” بلاش ” .. وكانت المضامين متشابهة وهو ما يعني أهمية الاستفادة منها .. دروس عديدة من الصومال إلى أفغانستان إلى سوريا إلى ليبيا الى اوكرانيا .. وفقط مطلوب منا ان نفهم اننا لن نعيش الا مع بعض .. وان البلد يكفي الجميع في دائرة الانتساب الشريفة له باعتباره حق الأجيال ..

قد يعجبك ايضا