تحــــديات أمــام الأمــم المتحـــدة ..
عباس غالب
في التاسع عشـر من أغسطس الجاري أحيت الأمم المتحدة ذكرى وفاة 29من كبار موظفيها إثر هجوم إرهابي على مقرها في بغداد عام 2003م وهي ذكرى أليمة تعيد إلى الأذهان التحديات الأمنية المنتصبة أمام أداء هذه المؤسـسـة الأمـمية لدورها الإنسـاني في أكثر بؤر التوتر في العالم وتحديدا في منطقة الشـرق الأوسـط التي تعصف بها رياح الحروب الأهلية والتي ترتب بدورها أعباء إنسانية متزايدة على المجتمع الدولي بأسره.
والحقيقة فإن ثمة تحديات إضافية تواجهها الأمم المتحدة في شقها الإنساني لعل في طليعتها:
أولا: الأزمة الإنسانية في دولة جنوب إفريقيا حيث أدى الصراع المسلح هناك إلى تشريد أكثر من مليون مواطن عن مدنهم وقراهم , لعل أغلبهم من المسلمين.. وهو أمر يحتاج إلى توفير عديد من المساعدات الإنسانية الطبية والغذائية و الإيواء وهي متطلبات تفوق امكانية وقدرات هذه الهيئة الأممية كما يشير إلى ذلك عديد المختصين فيها.
ثانيا: الأزمة الإنسانية متفاقمة في دولة جنوب السودان التي تعاني هي الأخرى من حرب أهلية متواصلة أثرت سلبا على أكثر من نصف السكان فيها ممن باتوا يحتاجون إلى سرعة تقديم عون الإغاثة فضلا عن المساهمة الجدية في نزع فتيل الأزمة من أساسها وبما يساعـد في تخفيف المعاناة الإنسانية هناك.
ثالثا: وبالعودة إلى التزامات الأمم المتحدة تجاه الأزمات السياسية والكوارث والحروب في منطقة الشرق الأوسط تبرز الحرب السورية في طليعة تلك الأزمات وذلك بالنظر إلى تزايد الإحتياجات الإنسانية جراء اتساع نطاق الاحتراب الأهلي حيث ما يزيد عن خمسة ملايين سوري مشرد ومهجر داخل وخارج الأراضي السورية فضلا عن قرابة عشرات الآلاف من الجرحى الذين جميعهم بحاجة إلى سرعة تقديم تلك المساعدات.
رابعا: وإذا ما انتقلنا إلى التطورات في قطاع غزة فإن الأمر يدعو أكثر إلى دور أممي متزايد وفعال حيث تواجه الهيئة الأممية التزامات أدبية تجاه إعادة بناء ما هدمته آلة الحرب الإسرائيلية وتضميد جراح الآلاف الجرحى فضلا عن تعمير الخدمات الأساسية التي تتطلب هي الأخرى تمويلات ضخمة تتكفل بها الأسرة الدولية بأسرها وليست الأمم المتحدة بمفردها.
خامسا: وبطبيعة الحال فإن الأمر لا يقتصر على الوفاء بتلك الالتزامات وإخماد بؤر الحروب في تلك المناطق الملتهبة وإنما تشمل مسؤوليات الأمم المتحدة في مجابهة تحديات تلك الأوبئة الخطيرة التي انتشرت مؤخرا ومنها وباء (( الايبولا )) في بعض دول غرب افريقيا والحد من مخاطر انتشاره وانتقاله إلى دول العالم الأمر الذي يلقي بتبعات إضافية على المنظمة الأممية تجاه الحد من اتساع نطاق هذا الوباء من جهة والتخفيف من أعباء ومعاناة المصابين به من جهة أخرى .
◆ ◆ ◆
وإجمالا فإن إلقاء نظرة عابرة إلى التحديات القائمة أمام الأمم المتحدة وبخاصة في عديد الدول النامية فإن ثمة حاجة ماسة إلى مراجعة سياسات هذه المؤسسة الأممية وتحديدا فيما يتعلق بإيجاد حلول جذرية للمشاكل والتحديات قبل وقوعها عملا بالمثل العربي القائل: