ثرúثرةú

حسام السعيدي

أبعدت اللحاف عن جسدها النحيل وأزاحت ذراعا ثقيلة تطوقها …
تسللت إلى الشرفة .. هنالك كانت على موعد مع طفلة لا تكف عن الثرثرة تتحدث دائما عن الورد والأحلام وتشغف بالحديث عن الصدف .
طفلة يستثيرها القمر حيث يكتمل ويثير في ذاتها أسئلة بريئة كثيرة ..
تستمع بمراقبتها وهي تشير إلى القمر وتسأله :
لم لا يأتي الحب إلا مرة واحدة ¿ في ملبس واحد في قارورة عطر واحدة ..¿
وتتعجب معها حيث تسأل : لماذا يبقى الحب في القارورة وإن ذهب العطر¿!
كيف لنصفيك– يا قمر- أن يجتمعا بسهولة ¿!
تحملق الطفلة نحو القمر وتنشده أن يهبها إجابة لأسئلتها المحيرة.
تمسح على رأسها وتضفر لها بعض خصلات الشعر هامسة في أذنها : سترافقك أسئلة طوال حياتك عارية من دون إجابات هذه الأغنية التي بداخلك مثلا ستظهر فجأة حين تفتحين الراديو صباحا وحين يكتمل القمر وستبرز عندما تتساقط دموع السماء مطرا سترافق ضباب الشتاء وورود الربيع ولكن عليها أن تعود إلى صدرك لتكمل دندنتها وحيدة .
لا تسألي لماذا ..فلن يجيبك الشتاء ولا المطر ولا الربيع ولن يجيبك القمر.!
لا تسألي عن صدى ثرثرتك فهذه الجدران تحبس الصدى أيضا يكذبون حين يتحدثون بأن لها آذانا إنها جدران صماء لا تسمع وخرساء لا تتحدث .
عليكö أن تصيري عجوزا قبل أن تبلغي الشباب أن تسلمي وجهك للتجاعيد وروحك وقلبك وفرحك للأقدار هذه هي الحقيقة يا صغيرتي !
لم يعد يهتم أحد لثرثرتك عليكö أن تحملي أغانيكö وألحانك وتتواري بعيدا في المرآة إلى غير رجعة !

قد يعجبك ايضا