حرب على الإرهاب

خالد الصعفاني


 - 
لم تكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر العام 2001 م التي نفذتها عناصر من تنظيم القاعدة كما عرف بعدها , لم تكن إلا أحد الوجوه الحادة لردات الفعل المتشددة على

لم تكن هجمات الحادي عشر من سبتمبر العام 2001 م التي نفذتها عناصر من تنظيم القاعدة كما عرف بعدها , لم تكن إلا أحد الوجوه الحادة لردات الفعل المتشددة على سياسات الولايات المتحدة الامريكية تجاه المنطقة الاسلامية فلسطين والعراق تحديدا وبلوغ قوى القاعدة الناشئة حينها مربع اللاعودة مع دولها إثر تبرؤ النظم الاخيرة من هؤلاء فقد كانوا مجاهدين اسقطوا الدب الروسي لكنهم تحولوا الى رجس من عمل الشيطان في نظر تلك الأنظمة بعد ذلك ..
.. وإذا .. فهذه القوى نشأت كما هو معروف في أحضان الاستخبارات الغربية والأمريكية تحديدا حينما كانوا عصا غليظة على الاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة وتحولوا ” عالة ” بعد ذلك حتى ولم يكونوا قد تشكلوا كنظام أو تشكيل محدد بعد ..
.. وحينما ضربت القاعدة رمز القوة الاقتصادية برجي التجارة العالمية في نيويورك وكادت تصل لرمز القوة العسكرية في البنتاجون كانت يدها الطويلة قد نبهت امريكا نفسها أن هناك عدوا قويا وخفيا وهلاميا معا الأمر الذي يعني أن الحرب عليه لن تكون سهلة وأن على العالم أن يدفع فاتورة لها فاتحة رقم لكن لا قفل ولا ختام لحسابها ..
.. وها هي القاعدة التنظيم تؤذي وتهدد وتقلق حتى وقد تلقت الضربات الموجعة في كل مكان وقتل زعيمها اسامة بن لادن والعشرات من القادة الاقليميين .. ويدفع بلدنا أثمانا باهظة ومتتالية بسبب هذا ..
.. ووفقا للمحللين الاستراتيجيين فان تنظيم القاعدة حتى وقد تلقى الضربات وتم حشد قوى العالم إعلاميا وأمنيا وعسكريا لمواجهته فانه لا زال صلب العود ويتقوى بالنزاعات كما وجد في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن ملاذا مواتيا أمكنه من تجديد جلده وتفريخ عناصره وتوسيع نفيره بطريقة فاقمت حضوره في أماكن متعددة بدلا من محدودة .. وهذا يطرح الأسئلة بخصوص جدوى الحرب عليه بالأسلوب الذي تم لأكثر من 12 عاما ..
.. أميركا اعتقدت أن الحرب على افغانستان ستكون بداية النهاية للقاعدة وهي تعاقبها على احتضان قاعدي وهجمات ايلول 2001 م , وضربت امريكا بكل قواها العسكرية التدميرية والاستخباراتية والتكنولوجية كامل افغانستان وأجزاء من باكستان الجارة فكسرت مفاصل القاعدة هناك لكنها لم تنه الفكر والمد والحضور القاعدي بل زادت قواها الواعدة والنامية بالظهور والنمو ..
.. وعالجت امريكا بنفس الطريقة الحالة في العراق فعاقبت الرئيس الشهيد صدام حسين بتدمير كامل العراق على مرحلتين عامي 1991 م و 2003 م وكان المبرر السلاح الكيماوي وتجمعات القاعدة بعد ذلك , لكن أيا منها لم يكتب سلامة الاستراتيجية الامريكية أيضا وها هي العراق كما افغانستان أرض محروقة بلا دولة ولا استقرار .. لكن مزيدا من الأخطاء في علاج الإرهاب قاد لنشوء جماعات راديكالية ومتشددة ارتبط أكثرها بالإسلام وكانت ساحات المواجهات المتقطعة قد امتدت من الفيليبين وبالي الى العديد من البلدان العربية ومنها بلادنا الى بلدان افريقية وامتدت لبلدان اوروبية كإسبانيا وبريطانيا ..
أخيرا :
.. مراجعة مشوار الحرب على الارهاب طويل جدا لكن الاطلاع على بعض فصوله فقط يجعل النتيجة السريعة موصولة بحقيقة ان العالم اخطأ في حسابات حربه على الارهاب , وان هذه الحرب قادت لتقييد الحريات واقتحام الخصوصيات الشخصية أو الدولية , كما افرزت مخاوف مستمرة وتهديدات متتالية وضحايا أغلبها لا ناقة له في الحرب أو الإرهاب ولا جمل .. صحيح ضربت الكثير من عناصر وقيادات التنظيم من افغانستان وباكستان الى العراق واليمن إلا أنها حفزت على المزيد من النفير لهذا التنظيم ..

قد يعجبك ايضا