ويمر العيد

محمد المساح


 - ويمر "العيد" ويختفي كعابر سبيل في المنحنى البعيد.. اختفائه العجيب يترك أكثر من سؤال.. هذا إذا تسأل أحدهم بالفعل.. بعد أن يتحسس الجيوب وقد فرغت ويحاول أن يتعافى من
ويمر “العيد” ويختفي كعابر سبيل في المنحنى البعيد.. اختفائه العجيب يترك أكثر من سؤال.. هذا إذا تسأل أحدهم بالفعل.. بعد أن يتحسس الجيوب وقد فرغت ويحاول أن يتعافى من الهموم التي أحاطت به قبل أن يصل العيد ويختفي.. بتلك الطريقة العجائبية.. مجرد يوم.. عادي مثل كل الأيام.. لكنه ثقيل الوطأة عند البعض.. وخفيف الوطء عند الآخر.
قدوم العيد واختفائه في المنحنى البعيد بالطبع لم يثر زوبعة التساؤلات عند الآخرين كما أنه وبالطبع مرة أخرى أنه لن يعود هو أثار صاحبي المتسائل فقط حين وجدته قد امتلأ بالغيض والحنق.. فأستغربت بدوري وسألته ولماذا أنت حانق وغاضب هكذا يوم ومر.. فما الداعي لأن تزعج نفسك¿ نظر إلي.. وإمارات الإنفعال الشديد.. مرتسمة على وجهه وصرخ نحوي موجها كلامه: ألا ترى كم ربشنا وحملنا مسؤولية إتيانه شراء الثياب للجهال ومحتاجاته.. وبعد التعب والهم والنكد.. ويا ريت أننا أكملنا متطلباته وفوق هذا.. وذاك.. يمر بهذه السرعة لا سلم ولا رجع تحية.. بعد أن خلص صاحبي من هذا الكلام وعادت إلى وجهه علامات الرضا قلت له: أحمد الله أنه مر سريعا وبهذه الكيفية الرائعة مر خفيفا كطير عابر أمام النظر.. وأكفاك بقية الأتعاب والهموم التي كانت ستزيد الطين بلة نظر إلى صاحبي.. وكان بي ظن أنه سيضحك وسينسى الأمر وأصبح الأمر مجرد دعابة بيننا الاثنين ولكنه نظر نحوي بثبات وعادت إلى وجهه أمارات الزعل والحنق وقال لي: وكأنك لا تفهم أن العيد مراوغ كبير.. صحيح أنه مر بسرعة وأختفى في المنحنى كعابر سبيل.

قد يعجبك ايضا