دور الكتابة ومسؤولية الكاتب

جميل مفرح


 - * قبل أيام قليلة فوجئت في حسابي الخاص على الموقع الاجتماعي فيسبوك برسالة في الخاص تتضمن استياء شديدا من قبل إحدى الأخوات استياء من الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي
* قبل أيام قليلة فوجئت في حسابي الخاص على الموقع الاجتماعي فيسبوك برسالة في الخاص تتضمن استياء شديدا من قبل إحدى الأخوات استياء من الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي واصفة أدوار هذه الشريحة بالسلبية والتخاذلية ومنددة بمواقفهم في مختلف الأزمات والأوضاع التي يشهدها الوطن وقالت في رسالتها في حين يجب أن تقف هذه الشريحة في صف الشعب وبالذات في الجانب الداعم للبسطاء والمغلوبين من أبناء الشعب تحولت لتشد على أيادي الفاسدين والمتسلطين في معظم الأحيان وأكدت على أنها من قراءاتها ومتابعاتها للمنابر الصحيفة على اختلافها وجدت وتجد أن الكتاب وأصحاب الرأي الذين كانت تنعقد عليهم آخر الآمال قد تحولوا في أداء أدوارهم تحولا سلبيا مضادا لما يفترض أن يكونوا عليه..
* وبالأخذ والرد مع هذه الأخت تبين أنها متألمة أشد الألم تجاه ما يعيشه المواطن البسيط من حياة صعبة لا يجد من يؤازره ويقف إلى جانبه في مواجهتها أحد على الإطلاق بعد أن خسرت حتى الكتاب والصحفيين الذين لا تجدهم إلا ساعين وراء مصالحهم الشخصية وإرضاء كبار الناس من مسؤولين ومشايخ وتجارو وجاهات فيما لم يعد الإنسان البسيط الذي يمثل غالبية عظمى من أبناء الشعب يحتل في اهتمامهم أية مساحة ولو بسيطة وأنه إذا احتل مساحة من اهتمامهم فليس إلا من أجل المزايدة أو تصفية الحسابات أو إبرام الصفقات وتدبيج الخطابات والكلمات المناسباتية وأن هذا المواطن المسحوق سيظل كما هو مسوقا ما دام أصحاب الرأي سائرين في ذات النهج غير السوي!!
* وبالحديث أكثر وتبادل الآراء والتعليقات المتبادلة اعترفت هذه الأخت العزيزة بأنها تنتمي إلى أسرة كبيرة من ذوي رؤوس الأموال والوجاهات وهنا يكمن مربط الفرس وتأتي أهمية هذه المحادثة وقد عددت لي الكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يروح المواطن البسيط ضحية لها ولتبعاتها تلك المشكلات التي لا يكون الإنسان البسيط فيها سوى وقود أو حطب تستخدمه الفوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليكون حطبا لها وضحية فقط فيما يغيب تماما عن مجرياتها وعواملها وأسبابها في أي حال من الأحوال وقد كان حديثها بالفعل يحدث وخزا مؤلما ويعبر عن ألم حقيقي تتبناه هذه الأخت العزيزة التي تتحدث وهي تضع نصب عينيها وأعين محدثيها صورة الوطن الغالي ومشاهد ابنائه المسحوقين في حال لا يستطيع محدثها إزاءها إلا الاستلام للحزن وربما للغضب!!
* وحدثتني الأخت في جوانب اقتصادية ومعالجات كثيرة ممكن أن يكون تجسيدها على أرض الواقع حلا أو حلولا لكثير من المشكلات العصية التي تحدث بالوطن والشعب ودعتني ودعت كل الكتاب والصحفيين عبري إلى أن نقف صفا واحدا إلى جانب المسحوقين والبسطاء والضعفاء لنؤدي مسؤولياتنا كما يجب ما لم فإننا محاسبون أمام الله أولا ثم أمام هذا الشعب الذي لم يعد هناك من يؤازره ويعني بقضاياه ومشكلاته ثم أمام أنفسنا ومهنتنا التي وجدت من أجلهم ومن أجل الوقوف مع القضايا العادلة والمشكلات الإنسانية المستفحلة وشعرت ساعة التحاور معها وكأنها تلقي علي قسما بأن أكون كاتبا حقيقيا يقوم بدوره الحقيقي.
* ما لفت انتباهي بشدة خلال الحوار أن هذه الأخت والتي أشرت إلى أنها من أسرة ميسورة جدا وذات وجاهة استشهدت لي وهي تتحدث عن موارد البلاد وإمكانية حل المشكلات القائمة وبالذات منها الاقتصادية بكون أسرتها لا تعرف شيئا عما يسمى بتسديد فواتير الخدمات التابعة للدولة كالكهرباء والماء وغير ذلك وأن إجمالي الفواتير المستحقة عليهم تصل إلى ملايين الريالات بينما يتم قطع تلك الخدمات عن المواطنين البسطاء لمجرد عدم تسديد بصعة آلاف وأحيانا بضع مئات من الريالات وشددت علي أن أتناول مثل هذه القضية في كتاباتي أو أعمالي الصحفية مستقبلا وها أنا إسقاطا للواجب من ناحية وبرا بعهد شعرت أني قطعته لها على الرغم من أنه لم يحدث.
* أخيرا أود الإشارة حقا إلى أن المعالجات الحقيقية التي من الممكن أن تنقذ الوطن والمواطن كثيرة وفي متناول اليد ولكن هي بحاجة إلى من يوجه ضوء الإشارة إليها ولا اعتقد أن ثمة من لديه القدرة على ذلك كالكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي هذه الشريحة التي لا تؤدي أدوارها كما ينبغي أو كما تمليه عليهم مسؤوليات المهنة التي انتمو أو ينتمون إليها فعلا يلزمنا الاعتذار بل اعتذارات كثيرة حتى نسقط بادئ ذي بدء مذمة السكوت عن بواطل تعبر من حولنا فيما نحن لا نحرك ساكنا ثم أن نترجم تلك الاعتذارات بأفعالنا بل بأقلامنا التي بات صيامها مذمة وعارا لا نرى منه ولن تتخلص منه ما دمنا على هذا الحال الذي لا يليق بمثلنا!!

قد يعجبك ايضا