العيد …واتس وفيس وفايبر!!!
عبد الرحمن بجاش
مثلما قال درويش وغنى مارسيل خليفة ( أحن إلى خبز أمي …وقهوة أمي …ولمسة أمي ) صرت كلما دنى العيد بدون جدوى أحن إلى الرسالة الورقية, رائحة الأظرف المخططة و( صدر لك ….صدر …مقرمة ومصر ) , نحن للمرة الثانية أقولها فقدنا العلاقة الأزلية بين اليد والورق , وصار عرف الورق ذكرى من زمن مضى , وأي زمن كان والآتي لم يأت ولن يأتي !!! , كان العم عبدالواسع يحمل معه كيسه عائدا من عدن يحمل البشارة لكل الطيبين ومن ظل أملهم معلقا بعدن أم الدنيا من يقل لها لك رسالة من عدن تنفتح الدنيا امام عينيها ومن لا رسالة لها تنكسر نفسها فلا عيد لها ولا( حنى) , الآن صارت عدن مدينة يمنية بامتياز !! , لا أدري لم مر على الخاطر تلك السماء التي لم ينم فيها القمر , بل ظل ممددا بين قمة السماء وصدر البحر , وتوثبات الموج , ونهدة الصبايا الفاتنات على طريقة حامد السقاف !! , كان المعدني يروح بلادة حاملا معه الأمل والخبز شلنات قليلة تكفي عوائد الأيام , العيد لم يعد عيدا , صارت الأيام أرقاما تتمدد على شاشات كشاشات أرقام البورصة !!! قال صاحبي عبدالعزيز : وأنا أنظر لاضواء عدن مساء عيد ولى : كيف تراها ¿ قلت سريعا : بنت ناس يجري تعريتها من قبل جازعي طريق لا يعرفون انها بنت ناس !! , العيد كان ورقة وقلم وأرسال التنهدات وزفرات ألم لأن الحبيب لم يستطع الصعود من بحرها إلى برها يعايد الأحبة والأهل والخلان , الآن أصبح العيد لمسة زر تنقلك إلى كل أحبابك وتأتي بهم عبر التهنئة من خلال الانترنت …فيس بوك ….تويتر …رسائل التليفون طائعين مختارين ومن أي مكان في الكون …بالكلمة والصورة اللتين تحاول أن تلمسهما , فلا تجد أمامك سوى الوهم الجميل , هو زمن يحل مكان زمن يختفي معه الورق ويحل محله لوحة أزرار تأتي بالعالم مخفورا إلى أين ما تريد , على السرير , إلى المقيل , إلى السيارة , وهو تطور وصل إليه الإنسان لو تعلمون عظيم , صحيح نحن لزمن الورق ( الطبل ) ساعي البريد والجمال , لكننا لا نقف في وجه الجديد ولا يمكن , صحيح نتعامل معه ولا نجيده , لكننا نواكب , وان ظلت الحسرة قائمة على أيام كانت الرسالة تأتي بالشوق كله , والحبيب كله , والخير كله , وتكسر النفوس التي لا رسائل منها وإليها , تغير الزمن وأصبح العيد واتس ورسائل وفيس والوافد الجديد السيد فايبر !!! انا أسخن …