مصانع ومشاريع ناجحة دمرها الفساد

د\عبد الله الفضلي

 - بما أن اليمن الميمون قد اشتهرت منذ آلاف السنين بأنها مقبرة للغزاة ابتداء من الأحباش والفرس وانتهاء بالأتراك والاستعمار الإنجليزي, فهي في نفس الوقت قد اش

بما أن اليمن الميمون قد اشتهرت منذ آلاف السنين بأنها مقبرة للغزاة ابتداء من الأحباش والفرس وانتهاء بالأتراك والاستعمار الإنجليزي, فهي في نفس الوقت قد اشتهرت بأنها مقبرة للمعونات الأجنبية ومقبرة للإبداع والمبدعين وتدمير المصانع والشركات الوطنية الناجحة .
كما اشتهرت أيضا بأنها مدرسة للفساد والفاسدين وإبداعاتهم . ففي زمن العفة والنظافة والنزاهة والإخلاص للوطن والمحافظة على ترابه وأراضيه وممتلكاته وصون كرامته, شيدت الدولة بعد قيام الثورة بالتعاون مع الدول الصديقة عددا من المشاريع والمصانع الوطنية الكبرى كقطاع عام تتبع الدولة وتحت إشرافها وتعمل على تشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة وبالتالي تتولى إنتاج وتصنيع المواد والسلع والملابس والأقمشة والأدوية كي تلبي احتياجات المجتمع اليمني المتزايدة لهذه السلع والأقمشة والألبسة والأدوية, وقد استطاعت تلك المصانع التي كانت بعيدة عن أيدي الفساد والفاسدين أن تنتج الشيء الكثير وأن تغطي احتياجات السوق المحلية وتلبي احتياجاته من هذه السلع والمواد على مدى عشرات السنين, إلا أنه في السنوات القليلة الماضية امتدت أيدي الفاسدين إلى هذه المصانع والشركات حينما تولت أمرها وأفسدتها وعملت على تعطيلها بصورة تدريجية ومن ثم نهبها والاستيلاء على أصولها ومعداتها وتسريح جميع العاملين وتشريدهم, وإحالة هذه المصانع والشركات إلى التقاعد القهري والإجباري, وذلك من أجل خاطر عيون النافذين من أصحاب رؤوس الأموال والمتاجرين بأموال الشعب كي يخلو لهم الجو والانفراد بإقامة المصانع والشركات البديلة كقطاع خاص على حساب المصانع والشركات الوطنية وكذلك تشريد آلاف العاملين وتسريحهم من تلك المصانع والشركات وتجويعهم وإفقارهم,وعلى سبيل المثال :
* فقد كان لدينا مصنع للغزل والنسيج في مدينة صنعاء العاصمة كأول مصنع على مستوى الجزيرة العربية قدمته حكومة الصين الشعبية كهدية للشعب اليمني لتوفير احتياجاته من الأقمشة والألبسة لقطاع كبير وواسع من مواطني الشعب اليمني, ومن أهم هذه الألبسة على الاطلاق ملابس وبدلات القوات المسلحة والأمن وملابس المدارس الموحدة وغيرها من الأقمشة المتعددة الألوان والأغراض كما استوعب المصنع المئات من الأيدي العاملة العاطلة عن العمل التي تعول آلاف الأسر وقد حاولت جمهورية الصين الشعبية الصديقة تطوير هذا المصنع وتجديده وتحديث آلاته ومعداته أكثر من مرة.
إلا أنه من الواضح أن هناك مخططات لإنهاك وتدمير معداته وتعطيل إنتاجه لإنهاء خدماته وإحالته إلى التقاعد مبكرا, وهنا نتساءل: هل تعطيل وإغلاق المصنع الهدف منه إتاحة الفرصة ?صحاب النفوذ والأموال حتى يستثمروا أموالهم ويحققوا أحلامهم ويتولوا استيراد الأقمشة والألبسة من خارج اليمن وبالعملات الأجنبية الصعبة . بينما أصبح مصنع الغزل والنسيج في صنعاء معروضا للبيع (خردة) وربما هنالك تآمر سافر لبيع أرضية المصنع ?حد كبار المتنفذين وتحويلها إلى مبان استثمارية.
* هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن مصنع الأدوية أو الشركة اليمنية للأدوية قد تحولت إلى مصنع خردة حين توالى على هذا المصنع في السنوات القليلة الماضية عدد من الأدارات.
وكان هذا المصنع أحد العلامات البارزة في اليمن حيث كان يقوم بتصنيع وإنتاج الأدوية والمستلزمات الطبية المختلفة التي تلبي احتياجات المستشفيات الحكومية والصيدليات, وكانت منتجات هذا المصنع من الأدوية تضاهي الأدوية الأجنبية و? تقل عنها جودة وفائدة, إلا أن التآمر على ما يبدو قد وصل إلى مصنع الأدوية الحكومي بالتعاون والتنسيق مع شركات الأدوية حتى تم إنهاء خدمات المصنع الدوائية وتسريح العاملين الفنيين والصيادلة والخبراء وتم إغلاقه بالشمع الأحمر ولاندري ماصحة مايقال بأنه تم نهب معداته بالإضافة إلى نهب الشاحنات والباصات والسيارات الخاصة بالمصنع وتحول المصنع إلى أطلال وهيكل عظمي.
* هذا فضلا عن وصول الفساد إلى مصنع الغزل والنسيج في مدينة عدن الذي عطله الفساد والفاسدون وتحول المصنع إلى مبنى مهجور ? حياة فيه و? حركة و? إنتاج . وهذا بلاغ رسمي موجه إلى اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الفساد لفتح ملف تحقيق حول ملابسات إغلاق هذه المصانع وحرمان الوطن من منتجاتها بالإضافة إلى تسريح العاملين وإحالتهم إلى التقاعد القسري .

قد يعجبك ايضا