مرسي الزناتي ….
عبدالرحمن بجاش
حين طلب الأستاذ الكبير هيكل من أحد السفراء السابقين ممن عملوا طويلا في دول البلقان أن يحيطه علما بأسرار تلك المنطقة من العالم والتي كانت منطلقا لاحدى الحربين العالميتين , قال السفير : عليك بمسرحهم , اما السيد لينين فقد قال ( اعطني مسرحا أعطك أمة ) ومسرح البولشوي في موسكو حيث تعرض دوما ( بحيرة البجع ) وأعظم مسرحيات الكون يقنعك المبنى والمعنى بأن المسرح عقل أي وطن ومخزن أسراره , فإن أردته أن ينتقل إلى مصاف من سبقوه تقدما فعليك به ( المسرح ) , وفي مصر العظيمة لا يزال صوت يوسف وهبي يتردد في جنبات أنفسنا ( تعالوا معايا نشوف الموضوع من ارض الواقع ) و (( يا للهول )) , لكنه – للأسف – لم يترك اثرا في العقل الجمعي لأن الحلم وئد بانتهاء مرحلة عظيمة تغلب عليها التخلف , ليأتي مسرح عادل إمام كمرحلة ليكشف عورات الواقع المصري الذي هو الواقع العربي , لكن الرجل وهو وجه من قاع المجتمع انتهى به في مسلسلات هابطة انعكاس للواقع حيث القشور طغت على كل شيئ , ووجه من وجوه النخبة المنافقة كل يوم في اتجاه !! هل هي الحاجه ¿¿ التي تقتل الفنان العربي في كل الفنون ¿¿ لا أعتقد أن الرجل انتهى به الأمر محتاجا , لكن لأن المسرح لم يستطع النهوض بالواقع فقد تراجع كل شيئ , كما هو الحال الأن حيث يعمل التخلف بكل إمكاناته على وأد الربيع العربي مقابل قوى ( حيه ) مستسلمة تؤكد القاعدة ولا تنفيها ( ان التغيير) في هذه المنطقة لا يمكن أن يحدث ..لأن الشعوب لم تصل بعد ( إلى هذا ( الترف ) , أين اليسار ¿¿ حيث يجري إقناع الشعب العربي بأنه لا يزال صغيرا على الاستحقاق الأكبر , تنتصر قوى التخلف الآن ولا أحد يقول شيئا , ويغيب المسرح والسينما اللذان نقلا العالم هناك في الغرب إلى ما هم عليه … نحن الآن في زمن مرسي الزناتي ….تبقينا قوى التخلف هنا وهناك عشرون عاما ( خدمة ثانويه عامة ) , وخبرنا يأتي من ال bbc كما قالها مرسي الزناتي ( هنا ال bbc …. هنا ال bbc ….. يقف المذيع في الراديو طبعا , يسأل أحمد : كيف يقف المذيع , يرد الزناتي : شفت الراديو يتحرك …..مارشات عسكرية وقرآن …مرسي الزناتي انهزم يا رجاله !!! كما هو الوضع الآن , ننهزم بدون مارشات ولا مذيع يقف في الراديو , ببساطه لأننا نموت ببط ء , بلا امكانيات كما هو سعيد صالح النموذج الحي للفنان العربي الذي لا يمكنه ان يقود التغيير لسبب بسيط انه مجرد كائن جائع !! أين الأسماء العظيمة في مصر ¿¿ اين عبدالكافي محمد سعيد ومسرح لو ترى مبناه في عدن لأصبت بالسكتة القلبية , كانت مدرسة المشاغبين وقتها صرخة تفضح الواقع , لكننا انتهينا ( شاهد ما شافش حاجة ) ….لماذا ¿ اسألوا من خذل الناس وصار الآن مثل أبو الهول …..
