إعادة ابتكار منظومة المعلومات.. وتحقيق الطموحات المستقبلية

احمد احمد المدامي

 - على غرار تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1993م تلك السنة التي شهدت انطلاقة أحد أهــم مساعي الإصلاح في المجتمع الأمريكي بالإعلان عن حملة "ال جور" نائب الرئيس
على غرار تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1993م تلك السنة التي شهدت انطلاقة أحد أهــم مساعي الإصلاح في المجتمع الأمريكي بالإعلان عن حملة “ال جور” نائب الرئيس الأمريكي- آنذاك- وعنوانها “إعادة ابتكار الحكومة” وقد استهدفت بناء حكومة للدولـة “تعمل بأسلوب أفضل وبتكلفة أقل” وكانت تلك الحملة تتضمن ثلاث مبادرات رئيسية في مجال الإصلاحات الحكومية للمجتمع الأمريكي .
وكون مفهوم “إعادة ابتكار الحكومة” يشير إلى “تبني مؤسسات الدولة منهجيات عمل جديدة بغية تطوير أساليب إدارة مؤسساتها ومواردها البشرية وموازنتها والعمليات التي تقوم عليها على أن ذلك لا يعكس فقط الاتجاه نحو تحديث القوانين والتشريعات بل وكذلك إعادة صياغة الأنشطــة والإجراءات المعتادة والثقافة المؤسسية ذات الصلة وهو ما يتطلب إحداث تغيير جوهري في ثقافة المجتمع وسلوكه إضافة إلى بناء جسور من الحوار والتواصل التي تسهم في تغيير واقع المؤسسات الحكومية .
ونظرا للتحولات الوطنية والديمقراطية التي تمر بها الجمهورية اليمنية والتي تتطلب لخلق وتوليد دور فعال للمعلوماتية والتي سوف تلعب دورا أساسيا في مواجهة كل التحديات والصعوبات الاقتصادية والأمنية والتنموية وسوف تلعب داور أساسيا في دعم خطط التطوير وخطط البناء وتلعب دورا أساسيا في صناعة كل التحولات الوطنية القادمة والطموحات المستقبلية المنشودة وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ولذلك نجـد بأن عملية التطوير المعلوماتي مهمة حيوية وعصرية ولربما تعد من المهام الأكثر تعقيدا بالنظر لشروط تحقيقها ولشمولية ارتباطها بمختلف مجالات أنشطة الحكومـة وقطاعات الأعمال وحياة المجتمع بشكل عام .
وفي الواقع إزاء الوضع المعلوماتي الراهن في بلادنا ومؤشرات اليمن المعلوماتية المتواضعة والمنخفضة والتي جعلها تأتي في ذيل دول مجتمعات المعلوماتية يفتح المجال أمامنا بالدعوة لتبني واتباع منهجية التقدم في عرف ابن خلدون “أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون” وذلك من خلال العمل بكل الوسائل والطرق المتاحة على التطوير والتحديث والارتقاء لما هو موجود حاليا عن طريق “إعادة ابتكار المنظومة المعلوماتية” بحيث تتضمن هذه الطريقة (إعادة الابتكارa) مجموعة من المبادرات المؤدية لذلك التطوير والتحديث في المجال المعلوماتي .
وكون التطوير والتحديث مشروعا عادة ما يكون طويلا يصعب تنفيذه دفعة واحدة بل إنه يحتاج إلى مراحل مختلفة وعديدة لترجمته إلى واقع ملموس مما يستدعي الدراسة والتحليل في تحديد ماهي تلك المبادرات ويستدعي التدرج في تنفيذ تلك المبادرات وعلى مراحل زمنية مختلفة شريطة أن تكون في إطار تنفيذ السياسة العامة للدولة في المجال المعلوماتي .
وفي اعتقادي يمكن تنفيذ العديد من المبادرات في إطار “إعادة ابتكار منظومـة المعلومات” ومن أهم تلك المبادرات أن تتكون وتتبلور رؤية وطنية واضحة تجاه هذه المسألة ضمن إطار السياسة الوطنية للمعلومات والرؤية الاستراتيجية للاتصالات وتقنية المعلومات وضمن استراتيجية تحقيق التنمية الشاملة التي تطمح إليها الجمهورية اليمنية , بحيث تكون بلورة هذه الرؤية مبنية على تنفيذ العديد من السياسات والاستراتيجيات والمشاريع الوطنية الهامة والحيوية ومبنية على الدعم والتعزيز والعمل على أستكمال وإنجاز السياسات والاستراتيجيات الوطنية في مجال المعلوماتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبحيث تستند الرؤية على التشخيص الصحيح للوضع الحالي وإجراء عملية تحليل ودراسة الواقع المعلوماتي القائم ومشكلاته بما في ذلك القدرة المؤسسية وواقع الموارد البشرية والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني , وتستند كذلك على واقع ومتطلبات البنية الأساسية ومصادر التمويل المختلفة…..إلخ وذلك استنادا إلى أهداف وغايات واقعية , وتحولات وطنية وديمقراطية وطموحات مستقبلية مع ضمان الأخذ في الاعتبار خصوصية الواقع اليمني , والحرص على عدم الوقوع في محذور النسخ لتجارب بلدان أخرى , ولا يمنع ذلك من الاستفادة من تجارب البلدان المختلفة , والتركيز تحديداعلى تلك التي تتشابه أوضاعها وظروفها مع ماهو عليه في الجمهورية اليمنية .
كذلك من تلك المبادرات تقديم كل الدعم اللازم لتنفيذ مشروع الشبكة الوطنية للمعلومات من قبل “المركز الوطني للمعلومات” مع كل شركاء المشروع الاستراتيجيين الفاعلين والأساسيين للتنفيذ من وحدات الخدمة العامة ومن الأجهزة والمؤسسات والمرافق الحكومية في قطاعات الدولة المختلفة كون هذا المشروع يأتي كضرورة وطنية هامة وملحة والذي يأتي في إطار تنفيذ السيا

قد يعجبك ايضا