كيف نعيش فرحة العيد

محمدالعريقي

 - لاشك أن الكثير منا لمس الأجواء المفعمة بالسعادة والاطمئنان ونحن نعيش شهر رمضان المبارك رغم الكثير من المنغصات,  والمشاهد المؤلمة التي تتوارد إلينا من ه

لاشك أن الكثير منا لمس الأجواء المفعمة بالسعادة والاطمئنان ونحن نعيش شهر رمضان المبارك رغم الكثير من المنغصات, والمشاهد المؤلمة التي تتوارد إلينا من هنا وهناك وعلى وجه الخصوص صور تلك المجازر البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة منذ منتصف شهر رمضان وحتى الآن .
فالفلسطينيون يقومون بواجبهم البطولي من خلال صمودهم الأسطوري وتحملهم تلك التضحيات الجسيمة في ظل تخاذل عربي ونفاق دولي, ناهيك عن نزيف الدم المستمر في بعض الدول العربية الناجم عن الصراعات المسلحة التي قضت على آلاف من الأبرياء, ودمرت بنية الحياة وأفرزت عن جماعات تقتل باسم الإسلام كل ذلك يثير الحزن والحسرة لهذا الواقع المرير ويجعلنا نتساءل لماذا وصل بنا الحال إلى هذا المستوى من التهور والحماقات مع أن الإنسان في أي مكان يتطلع للحياة والاستقرار¿!
كل ما يدور ليس له أي مبرر, والإسلام بريء من كل هذه الأعمال الوحشية فهو دين الحياة, والتسامح والإخاء, وفي هذه المناسبات الدينية العظيمة نتجاوز الشقاء والتعاسة لننطلق للحياة بأمل وتفاؤل .
وفي بلادنا عشنا شهر رمضان المبارك سعداء ومحافظين على عاداتنا الجميلة قدر الإمكان, دون الانشغال بأزمة المشتقات النفطية, وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم الواحد, (أمور أصبحت مألوفة ) فالقلوب منورة, والمساجد عامرة والأسواق مكتظة بالمتسوقين .
وفي هذه الأيام نعيش أفراح عيد الفطر المبارك مكافأة للمسلمين باكتمال شهر الصيام, ولا ننكر أن مثل هذه المناسبات تأتي في عصرنا الحالي مثقلة بالهموم والمتاعب, الاقتصادية والأمنية, لكن كل ذلك لا يمنع من أن نعيش الفرحة, ونصنع البسمة في وجوه الكبار والصغار .
فلابد أن نتكيف مع الأحداث والمتغيرات فأغلب الناس بل جميعهم يمقتون ويكرهون كل من يتسبب في تعكير الأجواء وهم يصرون أن تمضي حياتهم دون استسلام لليأس والإحباط .
ولذلك سنشاهد المواطنين مع أسرهم محتشدين باتجاه الحدائق, ليعيشوا لحظات الفرحة مع أطفالهم, رغم قلة هذه الحدائق في المدن الرئيسية, وانعدامها في المدن الثانوية, وهذا ما يجعلنا نكرر المطالبة بضرورة, تخصيص مساحات أوسع, عند تخطيط الأحياء الجديدة, والعناية بالحدائق الحالية, فلا تزال تنقصها التنسيق, والتشجير, والمرافق المختلفة .
ومن هنا نقول لكل الأسر: عيشوا فرحة العيد كلا حسب قدرته, فيكفي في هذه الأيام الالتصاق بحياة الأطفال والإحساس بمشاعرهم, إن فرح هذا الوسط يولد فرحنا كآباء, لنطرد الرسميات ونعيش كالأطفال, سنكتشف أن الطفولة لاتزال كامنة في نفوسنا, وأن البراءة هي النعمة والنعيم, فلا نحرم أنفسنا ونحرمهم, هذه المتعة, مهما كانت دوائر الضيق والكرب المحاطة بنا كآباء .
فمشاركة أطفالنا مرحهم وضحكاتهم فيهما يكفل بطرد الإحباط والتوتر من نفوسنا.
وفي زيارة الأرحام والأقارب ستشعر بسعادة ما بعدها سعادة فالأمر لا يستدعي أكثر من مشوار للتهنئة والمباركة وفرصة اللقاء بالأهل ربما لم ترهم منذ فترة فالفرحة لن تكتمل إلا بمشاركة الآخرين لأفراحهم كما هي العبادات الجماعية .
كما أن هناك واجبات والتزامات تجاه الآباء والأمهات وكبار السن وإخواننا وأقاربنا المرضى فزيارتهم وتقديم التهنئة وتلمس أحوالهم والاطمئنان على صحتهم من الأمور الإنسانية والأخلاقية والدينية الضرورية فالتهنئة بالعيد تسهم في زرع الود في القلوب, وفي مثل هذه المناسبات فإن الواجب يجعلنا نتذكر إخواننا وأبناءنا في القوات المسلحة والأمن الذين يحمون أمن وسيادة الوطن ندعو لهم بالصحة والعافية والسداد والتوفيق وكذلك لكل مرابط في عمله في مثل هذه الأيام ليقدم خدمة للآخرين على حساب راحته نقول لهم وللجميع: (عيدكم مبارك كل عام وأنتم بخير) .

قد يعجبك ايضا