قراءات

محمد المساح


 - 
* .. يابحرنا قبل أن تنسى..
يجو

* .. يابحرنا قبل أن تنسى..
يجوز لنا استعادتك كلما حزت أطرافنا حبال المسافة وهي تمحونا بغيابك.
يصح لنا أن نحك عدستك لنوقظ الماء النائم في مستنقعات تحزم الجزر الناعسة.
ينبغي لنا نحن الذين لم يكن يطيب لنا ليل بدون نجومك ولا يهنأ لنا نوم بغير أغاني أمهاتنا عنك..
كنا نضع صناديق أحلامنا في موجك فتضمها في التجاعيد مطمئنا ثقتنا في رحمتك وتخصنا بأحلام لا تتركنا وحدنا عندما نذهب إلى النوم حتى إذا ما سألنا أطفالنا عن الهدايا نمسح بفصوص الملح الشفيف أكتافهم زاعمين أنك ستبعث معنا هلامياتك الناعسة توقظنا من سرير الأعماق. فنحملها معنا تلاعب أطفالنا وتؤنس نساءنا في الوحشة.
يابحرنا قبل أن تنسى..
مثل الحيتان الخجولة كنا نجوب معك سواحل أفريقيا نتقصى حصتنا في موسيقى الرقص الحزين المترنح ثملا بالجراح نصغي لأجساد محبوسة في الغيم نحصيها مثل سعال أكبادنا نسألك فتغمرنا بفتنتك الصارمة نسأل فتشملنا بغضبتك الحانية.
يابحرنا .. قبل أن تنسى.. في الأجنحة المتعبة لنوارس التيه تقودنا فنارات محيط الهند نتبع سبل البهارات المتصاعدة من عتمة غابات المطر المتواصل.
أبازير نشمها مثل عطر الأعشاب البحرية عالقة في أقدامنا ونحن نخرج من جيوبك المشحونة بأجراس النكهات النفاذة الهاطلة في صهدنا ودموعنا وشهقات اللذة في الأرز مذاق الثمار الفجة في الأواني الشهوانية الثملة بأخلاقها.
يابحرنا .. حتى إذا ما نسيتنا..
وأحزاننا تحرس النحيب نستعيد ربط العصائب الخضراء في أصابعك فتتذكرنا نحن ضحايا الماء نرفع نحيبنا كلما بعثت لنا بجنازة غامضة.
وطلبت منا التحلي بالصبر وعدم إطلاق الصوت الفرع لئلا تجفل الأسماك عن مصائدنا.
وتشرح لنا العلاقة القاسية بين الفقد الغامض والصيد الوفير وشح الأرزاق.
* مقاطع .. من نص «حصتنا في البحر»..
للشاعر البحريني/ قاسم حداد

قد يعجبك ايضا