الاستخدام الآمن للأدوية في رمضان



هناك من يسيء استخدام الأدوية رغبة في الشفاء من ألم ما أو وعكة أو صداع بعيدا عن نسقه الصحيح المسموح به طبيا فليس الدواء بمادة عادية يمكن تناولها حسب المزاج كما يحلو للبعض.
في وقت نجد فيه الكثير من المرضى الصائمين على خطأ في تعاطيهم للأدوية التي وصفت لهم جاهلين نمط الاستخدام الصحيح للدواء في الشهر الكريم بما يعزز فعاليته الكاملة المفيدة للجسم دونما أضرار.
وعلى المحك يوضح الدكتور خالد سلطان الأكحلي- اختصاصي صيدلة حالات الالتباس وقواعد ومحاذير استخدام الأدوية في رمضان بما يعزز الاستفادة المرجوة والآمنة قائلا:
هناك من يتناول الدواء جزافا من تلقاء نفسه دون توصيف أو ترشيد.. ينشد بعشوائية استخدامه الصحة والشفاء دون طائل ليجده على العكس يوقعه في معاناة أفدح وأوسع أدناها إضعاف فاعليته وكفاءته في البرء وتحقيق الشفاء وأعلاها زيادة إلحاق الضرر بالصحة وآثار غير محمودة العواقب.
وعلى غير العادة تختلف في رمضان خاصية الأدوية التي يستطيع الجسم طردها عن طريق الـكلى من خلال البول فبالإمساك عن شرب الماء والسوائل نهارا تقل عملية إخراج وتصريف البول بواسطة الكلى ليعاد امتصاص الدواء مجددا من الكليتين بمعنى أن مع الصيام والإمساك عن الطعام والشراب يعاد تركيز الدواء المتناول في الجسم ويطول مفعوله فيه.
ويعزز هذه الإمكانية زيادة حرارة الجو وبذل المزيد من المجهود نهارا ومن الأمثلة على تلك الأدوية مجموعة(الأمينوجلايكوزايد) وهي ضمن مجموعة المضادات الحيوية.
كما للكبد إسهام – إلى حد بعيد- في ثبات تركيز الأدوية المستخدمة بطريقة الحقن وإطالة المفعول.
غير أن الإفراط في الأكل إلى حد التخمة في الإفطار ووجبتي العشاء والسحور هو في حد ذاته مشكلة لاسيما عند الإفراط في تناول المواد الغذائية العسرة الهضم كاللحوم والشحوم والأجبان والمقليات بالسمن والزيت.. الخ ذلك لأن تمثيل الكبد لها وخزن الفائض منها يكون على حساب تمثيل الأدوية المستخدمة فيسهل إخراجها بواسطة الكلى مع البول أو بواسطة الكبد كمادة (الأريثرومايسين).
لذا يتعين بهذا الخصوص:
– تجنب الإفراط الزائد في التغذية ليلا في رمضان والإقلال من تناول المواد المعقدة عسرة الهضم لنيل الحكمة الصحية من الصيام .
– تجنب تعاطي الأدوية من تلقاء أنفسنا إلا للضرورة وبإرشاد طبي.
– تناول المزيد من العصائر وشرب الماء ليلا وعند السحور.
– عدم الخلود إلى الراحة المفرطة كالاسترخاء والنوم لساعات كثيرة ليلا أو نهارا خلال شهر رمضان.
وجدير بنا ونحن نتطرق إلى موضوع تنظيم تناول الأدوية في رمضان والذي نأمل من خلاله مساعدة المرضى ممن تتطلب حالتهم المرضية استخدام دائم للأدوية في ظروف مغايرة وهي الصيام والإمساك ممن لا يشملهم العذر والرخصة للإفطار.. جدير بنا توضيح ما يجب عليهم إتباعه عند تناولهم جرعات العلاج خلال هذا الشهر المبارك مع الأخذ ببعض الملاحظات العامة وهي على وجه التحديد :
– وجوب استمرار التقيد بتعليمات الطبيب المعالج وهذا يشمل كل المرضى على اختلاف أحوالهم بما فيهم المرضى المرخص لهم بالإفطار في رمضان.
– المرضى المقرر لهم جرعة واحدة يوميا من الدواء المستخدم لأية حالة مرضية لا مشكلة لدى هؤلاء في استخدامهم لها ليلا بدلا من النهار وهذا ينطبق على مرضى السكر سواء الذين يستخدمون حقن(الأنسولين) أو الحبوب.
– الذين يتناولون جرعتين صباحية ومسائية أو ثلاث جرعات في مواعيد الوجبات الثلاث في أشهر الفطر يمكنهم استخدامها في الليل في رمضان بنفس الطريقة فتكون الجرعة الأولى وقت الإفطار والثانية قبل منتصف الليل بساعة. أما الثالثة فعند موعد السحور وفقا للتعليمات بخصوصها.
– العلاج الذي يتطلب تناول أربع جرعات يومية- أي كل ست ساعات- كالمضادات الحيوية التي يتم تعاطيها بالفم يمكن إزاءه الاكتفاء بثلاث جرعات فقط للحالات المرضية البسيطة غير الحادة لأن الإمساك نهارا حتما سيساعد على إطالة أمد مفعول الدواء.
ويمكن للمريض هنا تناول نصف جرعة زائدة من نفس الدواء مع الجرعة الثالثة المقررة قبل الفجر.
– من الخطأ تعويض الجرعة بأخرى بطريقة الحقن في نهار رمضان مع الإمساك بغض النظر عن كونها حقنا عضلية أو وريدية لمجرد الشبهة ففي الأمر تحفظا من الناحية الدينية والشرعية لاسيما الحقن المائية كونها مفطرة تبل العروق وهذا يشمل-أيضا- كافة الحقن التي يدخل في تركيبها نوع أو أكثر من العناصر الغذائية (بروتين دهون كربوهيدرات فيتامينات أملاح ومعادن) ولا أستثني منها إلا الحقن الخالية من أي عنصر غذائي مثل (ديكلوفناك) المسكنة للألم شرط أخذها عند الحاجة والضرورة فقط.

قد يعجبك ايضا