في الأجواء الروحانية الرمضانية
حسن أحمد اللوزي
يتعلم الإنسان الذي يتغيا النجاح والفلاح في كل طريق و اتجاه في هذه الدنيا -التي هي بوتقة الامتحان والعبور – ان تكون له و لغيره معه ثمرة الرضا.. والطمأنينة. . وقلادة السعادة الأبدية وذلك بأمور هي في غاية اليسر والإمكان والبساطة عقيدة والتزاما وعملا وإنتاجا وإثمارا أولها اكتساب العلم والمعرفة والاهتداء إلى الحق وفي عقيدتنا ورسالتنا الحياتية هو الإيمان بالله وبالإنسان المكلف والمستخلف وبحريته والإيمان بالعلم كأساس لمعرفة التكاليف التي تعينه على تحقيق وتجسيد معنى الاستخلاف لله على الصورة المثلى المبينة في الوحي والتنزيل والإيمان بالحرية والتي هي فطرة الله التي فطر عليها الإنسان حرا مختارا معززا بقوة الروح المنفوخة فيه من روح الله وفعالية العقل الذي هو مصدر الإرادة وقرارات الاختيار ومن بعد ذلك ومعه كله يأتي العمل أعني الإيمان بالعمل والسعي في مناكب الأرض والتحليق في الفضاء الواسع بالقدر الذي لم تدركه الخليقة بعد !! غير أن هذه الخواطر الرمضانية تدور حول الإنسان وغاياته التي لا شك تنبني على حقيقة إيماناته التي أشرنا إليها ليكون الإنسان الكامل الحر المؤمن العارف المتعلم العامل المحب لخالقه ولكل خلقه فهو يحب لأخيه ما يحب لنفسه ولذلك فهو يعمل على تجسيد ذلك في العبادات والمعاملات ومكارم الأخلاق ! وقد أدرك فحوى الأمانة التي يتحملها والرسالة العقيدية التي يجب عليه أن يؤديها مسكونا بتدافع النتائج التي لا ينشغل بحسابها وإنما قصده الأكبر هو في تعميق إيمانه وتنمية عمله ومعارفه و حسن و عدالة معاملاته…وتجويد عمله في أي موقع كان من أصغر مهنة في خدمة أهله ووطنه.. والى اكبر المسؤوليات لأنه ذلك الإنسان الحر المؤمن بحق والمعتد بإيمانه وعلمه ومعرفته وإنسانيته.. بل والمعتز بذاته ومكانته في الحياة التي يعيشها ..وهو لا يغتر بتوهمه بامتلاك السبل والمفاتيح التي توصله إلى النجاح أو الفلاح الذي يعتقده مع نفسه و في علاقاته بالآخرين من حوله في البيت أو في الشارع في المجتمع أو داخل الدولة لأنه يعلم أيضا كما هو.. و كما غيره من أهل الإيمان العظم ويبقى مرتهنا بكل ما اكتسبه! يمكن لكل واحد من القراء أن يعيد القراءة للنص أعلاه بنظرة أخرى لترى الوجه الآخر من التشكل الإنساني أو الطريق وبعين واعية ترصد السلبيات و تتبع الأخطاء و تتخيل الموبقات التي قد يقترفها إنسان آخر هلوع مهزوز الإيمان تتحكم فيه الأنانية والأطماع الدنيوية العديدة وقد لا يحتاج إلى إطالة النظر والتأمل وخاصة إذا تخيله جاهلا ومستعبدا أو عاطلا ومعطلا يستهين بروحه التي يعلم أنها من روح الله ولا يقيم أي اعتبار لعقله وتفكيره الخ ! لأن النتيجة تبدو واضحة من السطور الأولى.. وهو أيضا في نهاية المطاف يبقى مرتهنا بكل ما اكتسبه بل وسعى من أجله هل استطيع أن أقول أن هذا الموضوع اختصر مفهومنا لمعنى قوله سبحانه وتعالى (وهديناه النجدين) ¿¿¿على العموم هذا موضوع للتفكير في الرحاب الروحية للشهر الفضيل وكان المؤمل أن يكتب في حوار شعري ربما لاحقا ??
مقطع من نص بعنوان (( علمنا الأسماء وأن نختار ))
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
فلق الأسرار يضيء له
وبه يمضي للوعد المضروب
الكل له مشوار فوق جراح الأرض
مأسورا بشباك منه وفيه
محروسا بضياء يملكه.. لو يدري كيف ينميه¿¿
ويصوغ به أوردة المكتوب!!
كيف إذا تاه كماء الأغوار يفجره ثانية ليفيض به
ويسير إلى قصد تجليه
أما المكفول بأسر غوايته كالسادر عن حقد في عصف التيه
لا شيء.. سينجيه!!
******
ولعشق القادر في الدرب حقول وبساتين
فأصابعك اللحظة تثمر كالأشجار
إن كنت تريد الإثمار
في كل الخطوات ينابيع للماء وللأنهار
إن كنت قصدت بسعيك وجه الغفار!!
في أكناف جميع المزن حبل مرصود بالماء
لا ليس بيدها وعد الإدرار!!
لكن الإنسان تسامى عن أمر التسخير لغير الديان
من لحظة أن جاء وعلمه الله الأسماء
علمه أن يختار!!
سخركل الكون له
ودحى بين يديه مفاتيح الأسرار..