علي سعد …

عبد الرحمن بجاش

 - ذات مرحلة من زمن مر يصفه الناس بالجميل , كانت صنعاء لا تزال بكرا , حنونة , عطوفة , صغيرة تستطيع ان تلملمها بين يديك , بل وتناجيها , لا تعجزك كاليوم فتمخر في عباب بحرها من
ذات مرحلة من زمن مر يصفه الناس بالجميل , كانت صنعاء لا تزال بكرا , حنونة , عطوفة , صغيرة تستطيع ان تلملمها بين يديك , بل وتناجيها , لا تعجزك كاليوم فتمخر في عباب بحرها من الباب الى الباب تتملى في قمرياتها وحسنها , عاداتها وتقاليدها من كعك جمعة رجب إلى مدرهة العيد , صنعاء كانت شجنا ولا يزال في القلوب , لكنها فقط كبرت فيصعب عليك ان تحتضنها !! , ولم تعد حنونة ولا عطوفة فقد قسيت قلوب الناس , وكلما تمددت انكرت معرفتها بك , السبب ليس هي بل الإنسان الذي شتتها في كل الجهات فصارت تائهة تبحث عن نفسها , فيكفيها ما بها ولن نزيد أوجاعها اوجاعا , ولن نذكر بما آل إليه حال قديمها من تشويه , فانظر الى مقاشمها وجدران بالبلك تنزع عينيك من وجهك , لقد شوهها الإنسان , وهو لا يدري انه بتشويهها صار كل يوم يتحول الى مجرد آلة صماء بلا حس ولا مشاعر , وحدهم من لا يدينون لها بالولاء اولئك الذين حولوها إلى مجرد هيئات تدر حليبها دولارات !!!, صنعاء التي اتحدث عنها وانتمي إليها تلك التي كان يحييها رجال أدوا رسالة ومضوا , لم يظلوا كالبعض أكبر من الهم على القلب دائمين متشبثين بالكرسي وعلى عينك وعلى حسابك يا صنعاء !! , هل تتذكرون محمد علي الكميم ¿¿ انا سأذكركم , فالرجل رحمه الله عرفناه مديرا لمدرسة سيف ابن ذي يزن التي إليها حجينا تلك الصباحات نبحث عن التربية اولا وبعدها كتب التعليم , كان الكميم ملء صنعاء وبصرها , وهناك في أكثر من مدرسة كنت إذا سمعت اسم علي سعد ارتفع شعر رأسك هيبة واحتراما , اليوم عندما أرى مدير المدرسة يركب وراء الطالب على دراجته الناريه وكل منهم يمسك بالسيجارة في فمه ادرك الفرق بين زمن وزمن !!, علي سعد أحد أولئك الذين ادوا رسالتهم وعادوا الى بيوتهم , لم يفتحوا بازارا أو حزبا , لم ينضموا الى مرافقي هذا الشيخ او ذاك , لم يرتبوا انفسهم بمرتب في هذا المعسكر او ذاك , اكتفوا بما قدموه من وأجب وعادوا الى بيوتهم ظانين ان صنعاء لن تنساهم , لكنهم في غمار هذا البحر الهادر من الرحبة حتى حمل ضاعوا , فلم يعد احد يتذكر من هو علي سعد , فقط تسمع اسمه وغيره تتردد في اللقاء السنوي لجمعية الزملاء التي لو أن لديها امكانيات لكفت علي سعد وأمثاله وهم كثر ذل السؤال , وأقسم أن الرجل لم يقل لإحد أنه مريض ويعاني ويعلم الله كيف هي ظروفه , أنا هنا من باب لعل وعسى , لعل ضميرا حيا لا يزال يسكن بعض الصدور فيستحي ويقول اين انت يا علي سعد ¿¿ وعسى لأحرف كهذه أن تصل إلى من لا يزال يقدس التربية والتعليم واهلها فيهب لإنقاذ الرجل من معاناته , وان كنت أشك في الحالتين , حسبي أنني ذكرت لاأبتغي من وراء هذا سوى وجه من هو أكبر من القادة والمشائخ وأصحاب هيئات الدولار , وأولئك الذين لا ضمائر لهم ….انا أبتغي وجه الاكبر من الجميع ….وجه الذي رفع السماء بلا عمد ….وكفى به وكيلا …

قد يعجبك ايضا