ومظلومية السجينات..!!

عبدالله الصعفاني

مقالة


 - الويل للمرأة التي يوقعها حظها العاثر أو سوء تقديرها فتأخذ طريقها إلى السجن والثبور لمن تجد نفسها وراء القضبان حتى لو كانت مظلومة.
•    ياويلها
الويل للمرأة التي يوقعها حظها العاثر أو سوء تقديرها فتأخذ طريقها إلى السجن والثبور لمن تجد نفسها وراء القضبان حتى لو كانت مظلومة.
• ياويلها وهي في السجن ويا سواد أيامها ولياليها حتى لو غادرته .. دخولها إلى السجن يعني أنها مجرمة حتى لو ثبت العكس .
• من ناحية فإن السجينة تكون عرضة للاستغلال والعنف خلال المسافة الزمانية والمكانية الممتدة بين البداية والنهاية .. ومن ناحية أخرى فالمنقذين الافتراضيين يتقمصون دور الحاضر الغائب ومواقف الثعلب عندما يرتدي ثياب الصالحين.
• والمصائب بالنسبة لمن توقعها حظوظها العاثرة في السجن أن لا أحد يصدقها حتى لو كانت صادقة ولا يبادر لنجدتها حتى لو كانت مجرد ضحية للأسرة .. وضحية للمجتمع .. وضحية مؤسساته .
• هذه النظرة الظالمة إلى كل سجينة تجعل كثيرات منهن يتمنين البقاء في محابسهن هربا من العقاب المعنوي والمجتمعي وربما القتل الأسري ..!
• وإذا كان القول المتسائل ” ياما في السجن مظاليم ” ثابت ومؤكد فإن الظلم الذي تتعرض له المرأة هو من النوع المضاعف المضغوط حتى أن أهل السجينة يتجنبون زيارتها وإن حدث ذلك فعلى استحياء وتواري ولا فارق كبير في المعاملة بين تهمة وأخرى .
• وإذا كان من واجب المجتمع ومؤسساته الأمنية والقضائية والحقوقية والخيرية أن تضطلع بدورها في العمل على أن لا يكون في السجون إلا المستحقين وأن يكون هناك من الآليات ما يساعد كل مظلوم على مغادرة محبسه ومساعدة كل سجين على العودة إلى الحياة غير ناقم أو حاقد على المجتمع فإن من الأولى مراعاة السجينات وخصوصياتهن السيكولوجية دونما إغفال لكون العقوبة بالنسبة لهن تأتي مزدوجة وتصل حد أن يكون ذوي القربى في صدارة الظالمين .
• وفي مجتمع وأهل يمارسون التمييز تجاه التهمة الواحدة وفقا لجنس الشخص خارج الشرائع السماوية والوضعية .. مجتمع لا يعرف الغفران في أمور عديدة تتصل بضحاياه يحتفظ أهل الأمن والقضاء والنيابة بحكايات سجينات لا يجدن من يترافع عليهن بسبب تخلي أسرهن سنكون أوادم إذا نحن جعلنا من شهر الرحمن والمغفرة والعتق من النار مناسبة يتداعى فيها القادرون على عمل شيء يجعل من السجون حقيقة أماكن للتهذيب وإعادة التأهيل وليس للانتهاك والاستغلال والعنف في مسارات اللا عودة ..
• وفي قضية من تستحق العيش وراء القضبان لا ينبغي أن تتكثف العقوبة في صور عديدة يشترك فيها الأهل وتتجاوز مصادرة الحرية إلى مصادرة الآدمية بالحروب النفسية والاغتيال المعنوي الذي تعيشه السجينات في صور استغلال أو عنف لفظي أو حكم استباقي على شكاواهن بعدم التصديق .. فضلا عن التسابق المجتمعي على تعميق الوصمة وتحويل مفردات العار إلى لبانة مجتمعية خارج قواعد الإنسانية والأخلاق .
• ثمة خصوصية أخرى يجب مراعاتها في سياق الموضوع وتتمثل في أهمية ضمان الوضع التربوي والإنساني اللائق لسجينات مع أطفالهن قضين غالبية فترة العقوبة فضلا عن تجنب الحاكمين بأمر السجون للخلط بين السجينات بما في ذلك من حاجة لمنع تبادل الخبرات وعلى سبيل المثال فالسرقة والنصب والقتل غير الجرائم الأخلاقية .
• مهم جدا أن نجعل من رمضان شهر مراجعة للمظالم وأن تغادر المنظمات النسائية والحقوقية ومن نسميهن بالناشطات أبراج السباق على أموال المانحين إلى نشاط حقوقي لا يخطئ النظرة إلى أوضاع السجناء والسجينات.
• لنعمل شيئا من أجل الله والناس غير غافلين عن كون كل مظلوم سيختصم مع كل جلاد ومنافق عند الله ..!

قد يعجبك ايضا