من خرافات أيسوب – 3
محمد المساح
الأسد والدب والثعلب
تقاتل الأسد والدب للظفر بجدي اقتنصه كل منهما في اللحظة عينها.. وكانت المعركة طويلة شرسة خارت لها قواهما فرقدا يلهثان وقد قست عليهما جروحهما.. وطول الوقت وقف ثعلب يراقب المعركة وإذ رأى المتصارعين راقدين بلا حراك إعياء تسلل وأمسك بالجدي وفر به.. وحدقا في يأس وقال أحدهما لصاحبه: أنقتتل كل هذا الأمد ولا يظفر بالجدي إلا الثعلب.
هرقل والحوذي
كان حوذي يقود خيله في حارة متوحلة وهي تجر حملا ثقيلا إذ غاص عجل عربته في الوحل.. ولم تفلح جهود الخيل في تحريكها.. وبينما هو واقف يتلفت في يأس وينادي هرقل من حين إلى آخر ليساعده إذ ظهر له الإله نفسه وقال له: يا هذا إدفع العجلة بكتفك واستحث خيلك ولك بعدها أن تدعو هرقل ليساعدك إن لم ترفع إصبعا تساعد بها نفسك فلا تتوقع من هرقل أو من غيره أن يساعدك.
الوعل عند الغدير
أتى وعل غديرا ليشرب وعندما انحنى إلى الماء رأى صورته فأعجب أيما إعجاب بقرنيه وتشعبهما الفاتن ولكنه في الوقت نفسه ضاق بضعف سيقانه ونحافتها وبينما كان واقفا يتأمل نفسه إذ رأه أسد فوثب إليه غير أن الوعل كان أسرع من مطارده وحرص على سبقه طالما امتدت الأرض أمامه سهلا عاريا من الأشجار.. وفجأة دخل الغابة فعلق قرناه بالأغصان فادركه الأسد ووقع فريسه أنياب عدوه ومخالبه وصاح وهو يلفظ نفسه الأخير: واحسرتاه لي لقد احتقرت سيقاني التي في وسعها أن تنجيني ولكني أعجبت بقرني اللذين حققا هلاكي.
“أقيم الأشياء غالبا ما ينحس”