ويكيدون كيدا!!
حسين محمد ناصر
كالعادة تكون اعتداءاتهم سافرة في وضح النهار لا يهتمون بشجب ولا إدانات ولا بيانات استنكار جبلنا على اطلاقها منذ أن أنشأوا دولتهم الباغية!
لا يفرقون بين أحد ممن يزعمون أنهم يقاتلون ضد وجودهم.
الجميع سواء مهما تقرب منهم هذا أو أفصح عن عدائه لهم ذاك.
يقتلون اخوتنا الفلسطينيين بأقوى وأفتك الأسلحة وأعنف الأساليب وأوحشها ونحن العرب نتفرج على مجازرهم وإن ارتفع الغضب فينا وأشتد فإننا سرعان ما نطفئ جذوته ببيان إدانة وعلى استحياء نفعل ذلك خشية من غضبهم ومؤامراتهم الدنيئة التي امتدت لتشمل العالم كله!!
بالأمس اطلق العدو الاسرائيلي عنان جرمه وإرهابه ليفتك بأبناء الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم وسكانه ودوله وأحزابه ومنظماته الحقوقية وطوائفه وأديانه ولم يسمع أحد من كل هؤلاء ما يشير إلى دناءة هذا الفعل وخرقة للقانون الدولي الذي لم يعد فعالا ولا مؤثرا إلا على الشعب العربي وأنظمته الصامتة ولا مستخدما وحافرا إلا على نضالاتهم المطالبة والهادفة إلى بناء دولة فلسطينية على أرض 1967م.
تختفي كل بيانات الشجب والتنديد الدولية أمام صلف وغطرسة قوات العدو الاسرائيلي ولكنها سرعان ما تظهر وبقوة إذا ما حدث شيء أو فعل يمس بأمن واستقرار مواطني اسرائيل.. تلك حقيقة من حقائق لم تعد بحاجة إلى جدل ونقاش حولها ولكنها أضحت من بديهيات واقع سياسي معاش أحاط بقضية فلسطين وشكل حولها سورا منيعا من الدعم والتأييد الأميركي والغربي ومساندة علنية مسطورة في كل وثائق الصراع العربي ـ الاسرائيلي لا تعترف بالحقوق المشروعة إلا بما لا يمس حقوق اسرائيل وهي حقوق مزيفة وأرض مغتصبة لا يمنح التاريخ والزمن وقائعها أكثر من 66 عاما حتى اليوم منذ الاغتصاب والاحتلال الصهيوني لفلسطين.
يقتلون الأشقاء.. ويرتكبون أبشع الجرائم.. في ظل واقع عربي مخزي لا يرق له جفن ولا تنبع منه نخوة ولا عزوة.. والأدهى من ذلك أنه واقع مليء بالشقاق والانقسام المهين والتفاتل بين الأخوة والأبناء الذين يدعون أنهم ينتمون إلى أمة عربية واحدة.. مما ترك المجال واسعا لذلك العدد على فعل ما يريد واستباحة ما يشتهي دون خوف أو رادع من أحد.
تقتلنا إسرائيل بشراسة .. وبأشره من ذلك نقتل بعضنا بعضا.
تحيك المؤامرات التوسعية ولا تخجل من إعلان أهدافها على الملأ.. ونحن نتفنن بحياكة مؤامرات تشتتنا وتجزأنا شيعا وقبائل ومجموعات وتقتل الأرواح التي حرم الله إلا بالحق وترسم السياسات التي تفرق الصف ولا تجمعه.
تبني مجتمعها الصهيوني وتبتكر الجديد في العلوم والتكنولوجيا وتضاعف أسلحتها النووية وتوفر أفضل سبل العيش.. والعرب يتفرجون على تلك التطورات والاختراعات وينغمسون حتى آذانهم في بحر التخلف وقشور الحضارة وينامون فوق رمال فقط لا يسخر لبناء دول حديثة وأنظمة راقية وعلاقات مجتمعية عادلة وعيش رغيد ودخل كاف للمواطن العربي بقدر ذلك التعكير لعلاقات دولهم وشعوبهم ونسج المؤامرات والفتن وزرع الانقسامات بين الشعوب واحتضان كل مايزعزع أمنها واستقرارها.
لقد مكنت سياسات وواقع الأنظمة العربية الحالية العدو الإسرائيلي من تنفيذ كل خططه ونواياه تجاه العالم العربي ولن يستقيم الوضع إلا بصحوة وطنية قومية تقف في وجه تلكم المطامع وتعزز الصفوف وتجعل إمكانيات العرب وثرواتهم في خدمة هدف نبيل يضع حدا لتلكن الغطرسة ويعيد الحقوق لأصحابها في ضوء الاتفاقيات الدولية وجهود السلام التي أشبعتها إسرائيل خرقا وقتلا.